Abstract:
تعرف الإستدامة بأنها التنمية التي تفي وتلبي إحتياجات المجتمع الحاضر دون المساومة والمساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم، ولأن العمارة تعكس التنمية والنمو في المجتمع فكان لزامآ على مفاهيم الإستدامة أن تتغلغل في العمل المعماري والعمراني بحيث أصبح مفهوم الإستدامة توجهآ أساسيآ لايمكن إغفاله في اي مبنى.
تتمثل مشكلة البحث في غياب تطبيق مفاهيم وتطبيقات الإستدامة في تصميم مباني المدارس بولاية الخرطوم، مايؤثر سلبآ على كفاءتها من الناحية البيئية والإقتصادية والإجتماعية، وكذلك على مستوى الطلاب العلمي وإدراكهم لأبعاد الإستدامة ودورها في خلق مجتمعات عمرانية صديقة للبيئة.
يهدف البحث إلى تحقيق بيئة تعليمية أفضل لمدارس ولاية الخرطوم والوصول لبيئة عمرانية توجه نحو تحقيق الإستدامة، حيث أصبحت الإستدامة مطلبآ ضروريآ للوصول إلى مستقبل مستدام، ويؤدي ذلك بدوره إلى رفع مستوى الوعي البيئي وسط قطاع الطلاب والمعلمين وذلك من خلال الممارسات البيئية الايجابية التي تهدف إلى تقليل التأثيرات السلبية على البيئة وبالأخص في مجال المياه والطاقة والهواء.
تكمن اهمية البحث كونه يتناول فكرة الإستدامة التي أصبحت هاجسآ يؤرق جميع الدول خاصة المتقدمة، كما يساهم في حل مشاكل المدارس بولاية الخرطوم التي تفتقر للإستدامة، حيث أن السعي لتحقيق بيئة عمرانية مستدامة له أثر كبير في إعادة التوازن بين التطور الحضري والبيئة الطبيعية.
يعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث اعتمد المنهج الوصفي في دراسة عينات من مدارس ولاية الخرطوم ومدى تطبيقها للإستدامة، والمنهج التحليلي في تحليل وتقييم مستوى تحقيق الإستدامة في تلك المدارس ومعرفة جوانب القصور ومن ثم الوصول لتوصيات حول آليات تحقيق الإستدامة في التصميم العمراني لمدارس الولاية.
ويفترض الباحث بأن للمدارس المستدامة اثر ايجابي مباشر وكبير على الطلاب والمعلمين والمجتمع ككل مما يؤدي الى زيادة تحصيل الطلاب واداءهم وتحسين صحتهم.
من خلال دراسة الحالات وتحليلها تم استخلاص النتائج حول واقع عينات المدارس التي تم دراستها من خلال اتّباع المنهج الوصفي التحليلي، وتم استخلاص مجموعة من التوصيات عند تصميم المدارس المستقبلية او تحسين المدارس القائمة.