dc.description.abstract |
تجسدت مشكلة الدراسة في بيان جدلية العلاقة بين فاعلية المصرف المتمثلة بكل من (الربحية والسيولة والملاءة) وإنتاجيته وهل يمكن الوقوف على مؤشرات الأولى من خلال الثانية وبالتالي أتخاذ القرارات المصرفية بالأستعانة بهذه النتائج, ومن خلال مجموعة من التساؤلات جرى صياغة فرضيات الدراسة الأساسية لدراسة وتحليل العلاقة والتأثير بين متغيرات الفاعلية المصرفية الثلاث والإنتاجية للمصارف عينة الدراسة, وذلك من أجل تحقيق هدف الدراسة ومبتغاها, فالعلاقة المتبادلة بين متغيرات الدراسة وأهميتها البالغة يتطلب من الباحث دراسة كل متغير على حدة ومن ثم البحث عن أهم العلاقات الضرورية فيما بينها لبيان معنوية تلك العلاقات بالأخرى, ومن بعدها الوصول إلى نتائج تساهم في تعميق الأواصر التي تربط بين هذه المتغيرات, ومن ثم بيان تأثير المتغيرات الثلاث المستقلة بالمتغير التابع وذلك من خلال أدوات إحصائية تم آستعمالها من أجل هذا الغرض.
وتهدف هذه الدراسة إلى دراسة الأهداف المصرفية الثلات المتمثلة بـ (الربحية, السيولة, الملاءة), مجتمعة للتوصل إلى مقياس يظهر من خلاله درجة كل هدف (مرتفع, منخفض) ولكل مصرف, وبيان علاقة هذه الدرجة في رسم إستراتيجية مصرفية تمكنه من تحسين وتطوير إنتاجية المصارف, بالإضافة إلى ذلك البحث في العلاقة والتأثير بين الربحية والسيولة والملاءة في الإنتاجية المصرفية.
وتحددت عينة الدراسة بأربعة عشر مصرف من مصارف القطاع الخاص وهي كل من مصرف (بغداد, التجاري العراقي, الإستثمار العراقي, الشرق الأوسط العراقي للإستثمار, المتحد للإستثمار, الأهلي العراقي, الإئتمان العراقي, بابل, سومر التجاري, الخليج التجاري, الموصل للتنمية والإستثمار, الشمال للتمويل والإستثمار, المنصور للإستثمار, الأتحاد العراقي), وقد جرى آستعمال مجموعة من النسب المالية المتمثلة بنسب (الربحية, السيولة, الملاءة) لتقييم فاعلية أداء المصارف للمدة (2012-2017), فضلاً عن آستعمال مقياس مالمكويست Malmquist الذي يستند في تطبيقه على تحليل تطويق البياناتdata envelopment analysis (DEA), لقياس وتحليل إنتاجية القطاع المصرفي.
وتوصلت الدراسة إلى إستنتاج مفاده أن النمط الذي سجل أعلى إنتاجية للمصارف (HLL) كان أفضل إستراتيجية يمكن تبنيها من قبل للمصارف, بينما لم تؤكد الاختبارات الإحصائية عليه, أي لم تبين تأثير هذا النمط وفق الاختبارات الإحصائية في إنتاجية المصرف, بينما ظهر المستوى الخامس في محفظة الأنماط والمتمثل بـ((HLH أي (ربحية عالية وسيولة منخفضة وملاءة عالية) وقد كانت إنتاجية المصرف فيها (1) هو النمط الذي تبين في معادلة الإنحدار, أي أن السيولة ترتبط عكسياً مع الإنتاجية وترتبط الربحية والملاءة طردياً مع الإنتاجية الكلية للمصارف, إذ أن ذلك يتطابق مع ما جاء في النمط ((HLH, بالرغم من عدم وجود كل من علاقات الإرتباط والتأثير فيما بين تلك المتغيرات.
ويوصي الباحث بضرورة تبني مثل هذه المتغيرات في البحوث والدراسات المصرفية وتعميم نتائجها على القطاع المصرفي والمجتمع وعدم إهمال تلك النتائج لمعرفة أهم الإستنتاجات التي تم التوصل إليها من أجل إعطاء رؤية واضحة حول أهمية دراسة هذه المتغيرات والطرق اللازمة لإيجاد إدارة مناسبة لها على مستوى الأهداف المصرفية الثلاث (الربحية, السيولة, الملاءة) وبيان تأثيرها على الأهداف الأخرى، وذلك من أجل تحقيق الهدف الأسمى لها وهو تعظيم إنتاجية القطاع المصرفي, وفي الوقت نفسه تعد الأساس في بيان قابلية المصارف على احتواء المتغيرات المتسارعة في بيئة الاعمال وتأثيرها على الأنشطة المصرفية المختلفة والمتنوعة |
en_US |