Abstract:
بين الفينة والأخرى، تكون هناك لحظات تعرف الجيل . فبالنسبة لجدي الذي تحرك في جيش ماترون وبالنسبة لجدتي التي إشتغلت في خط تجميع للقنابل بينما كان هو في الحرب فإن تحرير أوربا وإعادة بناء أمريكا هي التي منحت فرصة لا منافس لها و حراك للطبقة الوسطي . و بعد ذلك بعشرات السنين فقد تحرك الرجال و النساء من جميع ضروب الحياة وناضلوا وضحوا من أجل الحقوق المدنية و حقوق المرأة و حقوق العمال . كما أن الناس الاحرار عبر العالم قد هدوا جداراً لانهاء الحرب الباردة ، بينما الثورة في الاتصالات والتكنولوجيا التي أعقبت ذلك قد قللت من الحواجز العالمية أمام الازدهار و التعاون . و في مستهل هذا القرن الجديد فاننا نواجه اللحظات التعريفية لانفسنا . إذ أن امتنا تقع بين حربين _ حرب في العراق لابد من ان تنتهي ، و حرب في افغانستان هي حقيقة كما و ظلت علي الدوام الجبهة المركزية في الحرب علي إلارهاب . إن كوكبنا في وسط أزمة مناخية بحيث اذا لم نفعل شي ما فان ذلك قد يؤدي الي إحداث بالغ الضرر بالعالم الذي يرثه أبناؤنا . كما أن إقتصادنا يمر بمسار انحداري قد كلف ملايين الامريكان منازلهم و وظائفهم و ثقتهم في ذلك الوعد الجوهري لأمريكا_ حيث أنه بغض النظر عن المكان الذي جئت منه او ايا كان مظهرك او بغض النظر عن من هم والديك ، فان هذا البلد هو المكان الذي بمقدورك تحقيق أهدافك اذا حاولت ذلك . إلا أنه في هذه اللحظات من التحديات العظمي توجد أيضا فرص أعظم من ذلك بكثير . إذ اثناء تجوالي عبر هذه البلاد فإنني قد وجدت ان خيبة الامل في واشنطن لم تعد حصرا علي حزب بعينه او مجموعة معينة من الناس . فان ذلك شي يشترك فيه الديمقراطييون و المستقلون و حتي الجمهوريون في جميع مناحي الحياة ممن تعبوا من خيبة الامل إزاء الحزبية و الصراعات الضيقة التي تقعدنا عام تلو الآخر من إيجاد الحلول للتحدايات مثل الرعاية الصحية و التعليم . فان هؤلاء الامريكان بل و ملايين من الاخرين يعرفون انه في هذه المرحلة من التاريخ ليس بمقدورنا ان نستمر في عمل ما كنا نعمله . فهم مستعدون للم الصف لاختيار مستقبل جديد و أفضل لامريكا .لدي رؤية إزاء أمريكا ترجع جذورها الي القيم التي ظلت تجعل أمتنا دوما هي آخر أفضل أمل علي سطح المعمورة _ قيم تم التعبير عنها لي في الأروقة الأمامية و في المزارع الأسرية وفي الدور الارضية للكنائس وفي اجتماعات صالات المدينة و ذلك خلال الثمانية عشرة شهر الاخيرة . فإن الاشخاص الذين التقيتهم يعرفون أن الحكومة ليس بمقدورها حل جميع مشاكلنا ولا حتي يتوقعون ذلك منها . فهم يؤمنون بالمسئولية الشخصية والعمل الجاد والاعتماد علي الذات .فهم لا يقبلوا أن يروا تبديد دولارات ضريبتهم .الا أنهم يؤمنون بالعدالة ولفرص ومسئولياتنا تجاه بعضنا البعض . فهم يؤمنون بامريكا تكون فيها الوظايف الجيدة متاحة للراغبين ، حيث يكون العمل الشاق جزاءه العيش الكريم و حيث نقر بالحقيقة الجوهرية التي هي انه لا يمكن لوول ستريت ان يزدهر بينما مين ستريت يتهاوي _ ذلك ان الاقتصاد السليم يتطلب وجود تجارة نامية واسر مزدهرة .ان العالم المتاثر بالعولمة والذي تغير بصورة دراماتيكية في خلال عشرات السنوات الاخيرة فان صياغة مثل هذا النوع من المستقبل سوف لا تكون أمرا سهلا . فهي تتطلب طرق جديدة من التفكير و روح تعاون متجددة . اذّ يلزمنا العمل باجتهاد وعلينا ان نتزون بالمزيد من الدراسة و نعلم ابناءنا ليستبدلوا أجهزة التحكم من بعد و العاب الفيديو بالكتب والواجب المنزلي . وأهم من ذلك كله ، فاننا نحتاج في واشنطن الي ذلك النوع من السياسة و الخطط التي هي في نهاية المطاف تعكس افضل القيم الامريكية .فان ذلك سوف لا يكون امرا سهلا . و لا يحدث بين ليلة و ضحاها . الا أنني أرشح نفسي لمنصب الرئيس لانني اؤمن بأن ذلك ممكنا . وأومن بأننا لو انتهزنا هذه اللحظات للنظر وراء خلافاتنا و نركز علي التحديات التي تؤثر علينا جميعا ، بوسعنا بلوغها ، فالخيار خيارنا .بإمكاننا أن نختار أن نقف مكتوفي الأيادي لفترة أربع سنوات قادمة إزاء فرص العمل الضايعة والمصانع المتهاوية اويمكننا ان نقرر ان يكون لدينا خطة اقتصادية في النهاية تقوم بتشجيع النمو و خلق الوظائف في الولايات المتحدة الامريكية . بوسعنا ان يكون لدينا خطة تنهي كوابح الضريبة علي المؤسسات الكبري التي تصدر الوظائف الي الخارج و منحها للشركات التي تخلق وظائف هنا باالداخل . بوسعنا خلق خمسة مليون فرص عمل جديدة وصديقة للبيئة و تدفع جيدا و لا يمكن نضاب معينها بالاستثمار في مصادر جديدة للطاقة مثل طاقة الرياح و الطاقة الشمسية و الجيل القام من الوقود الحيوي . كما بوسعنا خلق اثنين مليون وظايف اخري بالإستثمار في بنيتنا التحتية المتهالكة و ببناء مدارس جديدة و طرق و جسور . فان الخيار خيارنا . و بإمكاننا أن نختار أن نترك الاسر التي هي غير متأكدة من أن صكوك دفعياتها القادمة كفيلة بتغطية فواتير الشهر المقبل تارع لوحدها ، او يمكننا أن نقرر انك اذا عملت في هذا البلد فانك سوف لا تكون محتاج . يمكننا منح تخفيضات في الطاقة للعملاء الذين لديهم مشاكل في ملئ اسطوانات الغاز التابعة لهم . يمكننا منح كوابح ضريبية لأسر الطبقة الوسطي والمواطنين الكبار بدلا من منحها للمدراء التنفيذيين من ذوي الدخول البالغة ٥٠٠
( CEOs ) . يمكننا تخفيض مستوي قسط تأمين الرعاية الصحية لمن لديهم تامين و نطمع تغطيتها بالامكان لمن ليس لديهم تامين صحي . و بإمكاننا توفير فرص للتوفير المستقبلي للاسر العاملة و نجعل من السهل بالنسبة لهم للتوفير لما بعد التقاعد . بامكاننا إختيار ذلك المستقبل . بامكاننا أن نترك أنفسنا قابعين في نفس مستنقع الجدل التعليمي الذي استهلك واشنطن لعشرات السنوات ، أو يمكننا التوصل لإجماع بان التقدم الحقيقي في التعليم سييتطلب مزيدا من المصادر و مزيدا من الاصلاح . يتطلب الاستثمار في المراحل الاولية من تعليم الصغار واختيار فريق من الاساتذة المؤهلين الذين يعطون اكثر و بالمقابل يتوقعون اكثر ، كما و يتطلب ان تعليم االمدارس العليا مقدور عليه و ذلك بتقديم دروس مجانية للمجتمع او الخدمة المدنية كمقابل لذلك .و قبل ذلك كله فإنها تتطلب اباء منخرطون منذ البداية ودوما في تعليم ابناءهم . فانني اؤمن باننا لو اردنا حقا مساعدة ابناءنا في المنافسة في الوظائف في المستقبل مع اطفال بكين و بنغلور ، فاننا جميعا لدينا دور في التأكد من أن أي طفل قد نال تعليم صفوي عالمي منذ يوم ميلادهم الي يوم تخرجهم من الكلية . بإمكاننا أن نستمر نصرف مليارات الدولارات شهريا في العراق ونطلب من جيشنا المثقل بالمهام أن يظل هناك الي ما لا نهاية ،او بامكاننا بناء ذلك الجيش وإعادة نشر رجالنا و نساءنا الشجعان بمسؤلية لانهاء الحرب ضد القاعدة و طالبان في افغانستان ، و نجدد تحالفاتنا لمقابلة تهديدات القرن الحادي والعشرين .فإن هذه هي الخيارات التي نواجهها في نوفمبر و في غضون السنوات القليلة القادمة _ قرارات تحدد المسار للعقد المقبل ، إذا تم تكن لكل القرن . يمكننا أن نختار أن نظل في نفس طريق الفشل الذي ظللنا نمشي عليه للعديد من السنوات ، او بإمكاننا أن نتحد جميعا كالعديد من الأجيال التي سبقتنا لصياغة مستقبل نجدد فيه الوعد في قلب الفكرة الامريكية _ ذلك أن هذا هو المكان الذي بوسع أي شخص فيه أن يلغ مراده اذا سعي فعليا لذلك .وهذا هو الوعد الذي اعطي جدي فرصة الذهاب للكلية علي نفقة قانون الحقوق الممنوحة لعام ١٩٤٤( GI Bill ) بعد عودته من الحرب العالمية الثانية ومكنه وجدتي من شراء اول بيت لهما بقرض من سلطات الاسكان الاتحادية . انه الوعد الذي قاد والدي والذي ترعرع و هو يرعي الاغنام في كينيا ليعبر المحيط فقط لفرصة الدراسة في امريكا . و قد مكن والدتي التي ربتني انا واختي لوحدها كاحد الابوين دون الكثير من المال لادخالنا في افضل المدارس في البلاد و ذلك بفضل المنح الدراسية . و انه هو ذات الوعد الذي اقتادني اولاً الي شيكاغو طوال تلك السنوات المنصرمة . و بعد الكلية المدرسية فان الكثير من اصدقائي توجهوا مباشرة الي مدرسة الحقوق و تلقوا وظائف في وول ستريت ، و انا في بادي الامر قمت بعمل نفس العمل . و لكن بعد ان توقفت و فكرت في الفرص التي اتيحت لي _ فرص ما زال الكثير من الاخرين ليست متاحة لهم _ قررت انني ساقوم بدوري الصغير لتغيير ذلك . و عليه فقد قبلت وظيفة مع مجموعة من الكنائس في الجانب الجنوبي و التي كان تسعي لمساعدة الاحياء التي تاثرت باغلاق مصنع الحديد . لقد واجهنا اياما عصيبة و نصيبنا من الفشل ، الا انني تعلمت في ذلك الوقت أنه بغض النظر عن التحدي و صعوبة الظرف ، الا ان التغيير دوما ممكن اذا كنت انت راغب في العمل من اجله و للنضال من اجله و فوق هذا و ذاك ان تؤمن به . و في النهاية تلك هي الهبة العظمي التي تمنحها امريكا لكل اولئك الذين يختارون تاسيس دار في اطار حدودها اللامتناهية . لقد تكلمت باذهاب عن التغيير في هذه الحملة والغرض من هذا الكتاب هو للتمكن من الوصف بدقة شكل ذلك التغيير . لكن كما ذكرت في العديد من المرات و في الكثير من الاماكن في هذا البلد العظيم ، كما تعلمت في شوارع شيكاغو خلال كل تلك السنوات المنصرمة ، فان الطريقة الوحيدة للحصول علي المستقبل الذي نسعي اليه هو اذا كنا نرغب في العمل سويا كامة واحدة و كشعب واحد . فهذه هي مهمتنا في السنوات المقبلة ، و اتطلع للالتئام بكم جميعا في ذلك الجهد .