Abstract:
يعتبر المناخ في المناطق المداریة ذو طبیعة قاسیة تؤثرعلي الإنسان الذى يصعب علي جسمه التاقلم معها, لذلك يعد تطبيق مفهوم التصميم المناخي من العناصر الهامة في عمارة المناخ الحار الجاف لانه يعمل علي تحقيق الراحة الحرارية لمستعملين المبني من خلال حماية المبني من عناصر المناخ المختلفة. ويهدف البحث إلى إیضاح أهمیة دور التصمیم المناخي والمحاولة للوصول إلي معاییر لتصمیم المباني في المناطق الحارة الجافة لتحقيق الراحة الحرارية بها, والحد من والإعتماد الكلي على إستخدام الوسائل الميكانيكية لتبريد المباني والتي لجأ اليها كثير من المعماريين مؤخراُ, نتيجة إلى إستخدام الأساليب والمواد التى لا تتناسب مع المناخ السائد في مدينة الخرطوم.
إنطلق البحث من الفرضية التي مفادها أن عدم تحقيق الراحة الحرارية للمستخدمين في المباني الإدراية ناتج عن عدم الإهتمام بتطبيق معايير التصميم المناخي, وبالتالي يؤدي ذلك إلي زيادة كبيرة في إستهلاك الطاقة الكهربائية لتبريد هذه المباني للوصول للراحة الحرارية داخل الفراغات.
وللتحقق من فرضية البحث تم إعتماد المنهج الوصفي التحليلي, حيث تم اولاً دراسة المناخ وعوامله وتأثیراتها على المركبات البنائیة المختلفة. ومن ثم تم تناول مفاهيم التصميم المناخي فى المناطق الحارة الجافة وأهم أهدافه، والمشاكل التي تواجهه، والمعايير والاسس التصميمية التى يجب وضعها فى الاعتبار عند قيام بالعملية التصميمية. كما تطرقت الدراسة إلي عرض مفهوم الغلاف الخارجي للمبنى وعناصره وتأثیر المناخ علیها وعرض أهم الحلول و المعالجات المناخية المعمارية لهذه العناصر للتقليل من الكسب الحراري. ثم ثانياً اعتمد البحث المنهج التحليلي للحالات الدراسية حيث وضعت معايير تم من خلالها إختيار ثلاثة نماذج لمباني إدارية في مدینة الخرطوم, وبناءاً على المعلومات النظرية و أسس ومعايير التصميم المناخي التي تم عرضها تم دراسة وتحليل هذه النماذج لمعرفة مدى مطابقتها أو انحرافها عن هذه المعايير.
لقد كشفت نتائج البحث عن صحة الفرضيات التي إنطلق منها البحث، وتم التوصل الى عدد من النتائج تمثلت في التوجيه الصحيح للمبنى وتشكيله, والتقليل من مساحة الزجاج بالواجهات وإستخدام الزجاج المعالج, والإعتماد علي التهوية الطبيعية للفراغات, وضرورة إستخدام كاسرات ووسائل تظليل, بالاضافة إلي الإهتمام بإختیار مواد البناء الأكثر ملائمة للمناخ السائد, فإن كل ما سبق يلعب دوراً مهماً في التقليل من الاحمال الحرارية التي يتعرض لها المبني فيؤدي إلي تحقيق الراحة الحرارية به, وبالتالي التقليل من الإعتماد علي إستخدام الوسائل الميكانيكية لتبريده. وخلص البحث الى عدة توصيات كالحوجة لتكثيف الجهود لنشرالوعي باهمية التصميم المناخي للحد من استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة لاغراض التبريد وتوفيرالطاقة, تحسين الأداء الحراري للمبني دون التضحية بالنواحى الجمالية، وكذلك إنشاء عمارة محلية مميزة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتقلل إستهلاك الطاقة والأثر البيئى وتتوحد مع النسيج العمرانى.