Abstract:
يتناول هذا البحث النسيج الحضري للمناطق التاريخيه وأثر البيئة العمرانية الحديثة على هذا النسيج القائم والذي يحمل روح التراث وعبق التاريخ عبر العصور، كما يتناول البحث بشكل تفصيلي المشاكل العمرانية والبيئية والإجتماعية للمناطق التاريخية وتأثير تلك المشاكل والإخفاقات التي طرأت على النسيج الحضري للمنطقة بعد تغير البئة الحضرية حديثا.
كان الهدف الرئيسي للبحث دراسة نشأة النسيج الحضري القائم منذ القدم في المناطق التاريخية التراثية والأهمية المعنوية للمباني التاريخية والتي تعبر عن هوية المجتمعات وتدل على عراقتها وأصالتها، كما أنها تميز النسيج الحضري المتواجدة فيه عن غيره من المجتمعات وهذا ما نحتاج إليه اليوم في زمن العولمة بعد التطور الذي طرأ على البيئة العمرانية والمعمارية للوصول إلى توافق كلي أوشبه كلي مع ما حولها من بيئة عمرانية.
ولتحقيق ذلك تم إختيار عدة نماذج محلية بغرض الدراسة والتحليل، وتم إستخدام كل المعلومات النظرية وتحويلها بأسلوب تحليلي لدراسة جميع بنودها عن طريق المنهج الوصفي التحليلي وعمل دراسات ميدانية دقيقة ومتكررة وتمت مراجعتها جيداً كما قامت الباحثة بعمل مقابلات شخصية للجهات ذات الصلة من السكان ومستخدمي منطقة الدراسة للحصول على معلومات تساعد في كيفية توافق النسيج الحضري مع البيئة العمرانية رغم المشاكل والتحديات المحيطة حاليا وقد تم الخروج بنتائج وتوصيات وخلاصات تساعد في إجراء دراسات أخرى من هذا النوع.
وتمثلت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في عدم توافق النسيج الحضري للمناطق التاريخية التراثية مع البيئة العمرانية المحيطه به، وذلك من إهمال للنواحي الاجتماعية والثقافية للسكان ونشوء بيئة عمرانية حديثة قائمة على مواد بناء حديثة وإرتفاعات عالية لا تتناسب مع النسيج الحضري القديم وبالتالي تغيير في صورة المنطقة الحضرية وعمل تلوث بصري وبيئي.
وجاءت أهم توصيات الدراسة بالإهتمام بالنسيج الحضري القائم قديما وعمل تأهيل وتجديد باستخدام أحد برامج التجديد الحضري والحفاظ على المباني التاريخية المتواجدة والتي تحمل عبق الماضي وأريج المستقبل وذلك للإستفادة منها وظيفيا وإجتماعيا وجماليا ولتعكس هوية تلك المناطق وروح التاريخ النابض منها.