Abstract:
تناولت الدّراسة " المناسبات بين الآيات والسّور- دِّراسة تطبيقيَّة على الجزء الأول". تمثلت مشكلة الدّراسة في مفهوم التّناسب بين الآيات والسّور القرآنيَّة، والمصطلحات المرتبطة بعلم المناسبة، ومنزلة علم المناسبات، وفوائد دراسته، ومواقف العلماء من المناسبات القرآنيَّة، وأنواعها والرّوابط بين آيات القرآن الكريم وسوره.. نبعت أهميَّة الدّراسة من كونها تحدد جلالة فن المناسبة القرآنيَّة؛ وفي دفع شبهات المبطلين، والرّبط بين معاني الآيات والسّور، واستيضاح مقاصدها، والتّرجيح بين المحتملات في ضوء السّياق، وتجلية بعض أسرار التّكرار في القرآن الكريم. والرّد على طعون المستشرقين في الوحدة الموضوعيَّة للقرآن الكريم، وزعمهم بأنَّ آياته وسوره ليس بينها وفاق، ولا ينتظمها سياق، موصين بإعادة ترتيبه وفق تدرج تنزله الزّمني؛ هدفت هذه الدّراسة إلى تحرير معنى المناسبة القرآنيَّة، والمصطلحات المتعلقة به، وإبراز قواعد المناسبات القرآنيَّة وضوابطها، والتّعرف على أنواع المناسبات بين آيات القرآن الكريم وسوره. انتهجت الدّراسة المنهج الاستقرائي الوصفي، والمنهج الاستقرائي التّحليلي، وتوصلت الدّراسة إلى نتائج أهمها: في أن كتاب اللّه تعالى له هدف موضوعي، وله طبيعة خاصَّة في التّرتيب والنظم، على خلاف ما هي عليه كتابات البشر. أن مصطلح المناسبة القرآنيَّة لم يتحرر بعد في كتابات الباحثين، فبينما يوسعه بعض الدّارسين ليشمل أبجديات الرّبط بين الكلام، كالرّبط بين المسند والمسند إليه، وصلة الفاعل بالمفعول به، والتّعلق بين المؤكد والتّوكيد، وليشمل العلاقة بأي نوع: عام أو خاص، عقلي أو حسي أو خيالي، حتى لو كان ذلك علاقة بالتّضاد أو بالتّلازم الخارجي الواقع في الوجود. ضعف التّقعيد، وبخاصَّة من جهة تحديد قواعد العلم وضوابطه وتجلية الرّوابط الممكنة من استخلاص وجوه الرّبط، ونتيجة أن الدّراسات الرّصينة التّي تعرضت له من هذه الزّاوية لم تكن مفردة بل كانت في ثنايا الحديث عن إعجاز القرآن من جهة النظم، والتّناسب بين الآيات والسّور ليس إلا وجها واحدا فقط، كما كانت في ثنايا الحديث عن الفصل والوصل في علم المعاني، وذاك ليس بشامل لجميع وجوه الرّبط بين الآيات والسّور لدى أهل المناسبة القرآنيَّة. وأنَّ عامَّة كتب التّفسير قديمها وحديثها تتضمن صوراً من المناسبة بين السّور والآيات، وما بينها من تفاوت كائن من جهة الإقلال، والإكثار وقوة الرّبط وضعفه؛ أوصت الدّراسة أن تنبري نخبة مؤهلة من كبار علماء الأُمة ومفسريها إلى إعداد موسوعة علميَّة شاملة للمناسبات القرآنيَّة بين السّور والآيات، يتم من خلالها إثبات الوجوه المقبولة، والإعراض عن الوجوه المتكلفة، واستنباط الوجوه القوية في ذلك مما لم تطله كثير من كتابات المفسرين حتى اليوم، وتخليص وجوه المناسبة مما علق بها من مذاهب كلاميَّة مردودة.