Abstract:
تعتبر مراكز المدن في العالم مقياسا لتفوقها ومركزا لتطلعات ورغبات المجتمع، ولطالما كانت ولازالت القلب النابض فيها وشريان الحياة بالنسبة لها، فهى مركز الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كما تعتبر مركز المال والأعمال فيها، بالإضافة إلى أنها مركز التحديات الديموغرافية والإقتصادية والبيئية والتي تشكل في النهاية حجم وشكل وهيكل ووظيفة هذه المنطقة ونموها المستقبلي.
تاتى أهمية البحث في أنه يضع تصورا لمدينة الخرطوم عاصمة السودان كمدينة سياحية ثقافية ترفيهية تجارية وذلك من خلال تطوير مركزها مما يعزز من هذه المكانة، كما أنه سيساهم في علاج مشاكل مركز الخرطوم والتي تكمن في عدم قدرة مركز الخرطوم على تلبية متطلبات المدينة والمجتمع، كما أنه لايستطيع بتخطيطه وتصميمه الحالي تلبية متطلبات الدور الجديد المنشود للمدينة كمركز سياحي إقليمي حيث أصبح مزدحما نهارا ومهجورا ليلا، ويرجع ذلك لعدم الخلط في استخدامات الأراضي، مما يستوجب إعادة تقسيم الأراضي، ووضع مقترحات وإستراتيجيات وخطط تطويرية لعناصر التصميم الحضري مبنية على أسس علمية وتخطيطية سليمة يتم فيها الربط بين النسيج الحضري القديم بالنسيج الحضري الحديث بشكل سليم شاملا جميع الجوانب الفيزيائية والاجتماعية والاقتصادية لتكون عملية الإحياء والتطوير متكاملة.
ويهدف البحث إلى العمل على تطوير وإحياء مركز مدينة الخرطوم وذلك بالتعرف على واقع مدينة الخرطوم عامة مع التركيز على مركزها والمشاكل التي تعاني منها، وتحليل وتقييم الوضع الحالي للمركز، وتحديد نقاط قوة المركز المتمركزة في إمكانياته وأسباب نقاط الضعف والمشاكل فيه. ومن ثم اقتراح حلول للمشاكل التي يعاني منها المركز ووضع الخطط والإستراتيجيات الخاصة بالتطوير المستقبلي للمنطقة.
حيث يفترض البحث أن تحسين وتطوير كفاءة المراكز الحضرية في المدينة بشكل مستمر سيؤدي إلى تحسين كفاءة هيكل المدينة ككل حيث يمكنها من تلبية المتطلبات الحديثة والمستقبلية للأفراد والمجتمع.
وتعتمد المنهجية المتبعة في هذا البحث على المنهج النظري لشرح موضوع الدراسة، والمنهج الوصفي التحليلي والذي يقوم على جمع البيانات حول المنطقة وتنظيمها وتحليلها للتعرف على مشاكلها، وذلك من خلال دراسة الحالة، الملاحظة والمشاهدة، والمقابلات المهيكلة، ومن ثم اتباع المنهج المقارن للمقارنة بين الحقب الزمنية المختلفة لمعرفة نقاط القوة والضعف في كل حقبة، لاقتراح حلولا واستراتيجات لتطويرها.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي تحقق مفاهيم الاستدامة لمتطلبات المجتمع والحياة المعاصرة والمستقبلية مع الأخذ في الاعتبار إمكانيات المكان والوضع الخاص للمدينة مما يضمن الحفاظ على النسيج الحضري، وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات المقترحة لتطوير مركز المدينة ومن أهمها الخلط في استعمالات الأراضي، وتحسين المظهر العام، وتحسين المرور والحركة، وتعزيز فرص التنمية الاقتصادية.