التفكير الإستراتيجي وأثره على الميزة التنافسية في ظل التحديات البيئية في العراق

Abstract

تعد هذه الدراسة محاولة للتعرف على أثر التفكير الإستراتيجي في الميزة التنافسية ودراسة التحديات البيئية كمتغير معدل بين (التفكير الإستراتيجي) و(الميزة التنافسية)، حيث طبقت هذه الدراسة على القيادات الإستراتيجية في ثلاث من الشركات المبحوثة وعدد من الشركات الساندة لعمل الشركات المبحوثة في العراق هي شركة نفط الجنوب وشركة نفط ميسان وشركة آكسون موبيل الأمريكية والشركات الساندة لها هي شركة المشاريع النفطية وشركة الاستكشافات النفطية وشركة تسويق النفط (SOMO) ودائرة التدريب والتطوير النفطي ودائرة الدراسات الفنية والاقتصادية، كذلك هدفت الدراسة إلى معرفة أثر المتغيرات الديموغرافية (الجنس، الفئة العمرية، المستوي التعليمي، المهنة، التخصص، عدد سنوات الخدمة، المركز الوظيفي) على التفكير الاستراتيجي. وقد تم استخدام المنهج الوصفي لملائمته لطبيعة الدراسة ولتحقيق ذلك تم تصميم أداة الدراسة (الاستبانة) وتكون مجتمع الدراسة من القيادات العليا بثلاث من الشركات التخصصية وبالبالغ عددهم (5356) موظف. وقد إجريت الدراسة على عينة قوامها (250) مفردة تم اختيارهم عن طريق العينة الحصصيه غير الاحتمالية، تم التأكد من الصدق عن طريق التحليل العاملي الاستكشافي والتحليل العاملي التوكيدي الذي نتج عنه حذف بعض العبارات من بعض المحاور وما تبقي من عبارات يتلاءم مع بيئتنا المحلية تم التأكد من الثبات عن طريق الاعتمادية وتراوح معامل الفا كرنباخ ما بين (0.54- 0.88) كذلك تم دمج بُعدين من ابعاد المتغير المستقل التفكير الاستراتيجي هما بُعد العوامل الحرجة وبُعد ندرة الموارد، تمت الإجابة على اسئلة الدراسة واختبار فرضياتها عن طريق استخدام برنامج SPSS الأصدار 21 وبرنامج AMOS الأصدار 22 وكانت أهم النتائج التي تم التوصل اليها إن التفكير الاستراتيجي له أثر ذو دلالة احصائية عن مستوي معنوية (0.05) مع الميزة التنافسية، وإن المتغير المعدل التحديات البيئية يوثر في العلاقة بين التفكير الإستراتيجي والميزة التنافسية ، كما إن الميزة التنافسية كان لها أثر عدا بُعد الكلفة، وخلصت الدراسة ايضا إلى إن المتغير المعدل التحديات البيئية يعدل العلاقة بين التفكير الاستراتيجي والميزة، واظهرت نتائج تحليل المسار وتحليل الانحدار المتعدد إن التحديات البيئية المعاصرة تعدل العلاقة بين التفكيرالاستراتيجي والميزة التنافسية، وإن المتغيرات الديموغرافية التحكمية لم يكن لها اثر على التفكير الاستراتيجي عدا متغير المركز الوظيفي. وتوصلت الدراسة إلى توصيات عامة من ناحية جودة المنتج يُعد التفكير الاستراتيجي من المهارات الحديثة التي تعتمد على التفاعل المباشر بين الزبون والشركة وهو ما يحتم على الشركة تبني استراتيجية واضحة تعطي صورة شاملة لمستقبل مثالي يصف كل أجزاء المنظمة (القيم، الأنظمة، العاملون، القيادة والهيكل التنظيمي)، وإن تكون رؤيتها واقعية تخاطب مشاعر العاملين وذكاءهم، فإنها يمكن إن تتكامل وتوجه المنظمة الوجهة الصحيحة، وكل مدير يدعي امتلاكه كفاءة في الإدارة عليه إن يكون قادراً على ذكر رؤيته بوضوح. كذلك يحتم على الشركة زيادة الحماية والتامين لاتمام العمليات. كما عليها البحث عن أفضل الطرق لزيادة المحافظة على خصوصية زبائنها. يتمتع العراق ببنية تحتية جيدة في مجال الصناعة النفطية إلا إنها لم تصل إلى الهدف المأمول في مجال التسويق وحجم الإنتاج بين الشركات المثيلة، وبالرغم من إنها حققت نتائج لا باس بها في مجال زيادة الإنتاج خلال العشر سنوات الماضية. ضرورة تحديد التوجهات المرغوبة للمستقبل التي تتطلب فهماً مبكراً للتغيرات المحتملة وسبل تهيئة المناخ المناسب لتطوير إمكانات المنظمة استعداداً للمرحلة القادمة وذلك لتعزيز الاقتدار والممايزة في المنافسة. من منظور بحثي توصي هذه الدراسة الاكاديميين والباحثين بزيادة البحوث والدراسات المتعلقة بالتفكير الاستراتيجي نظراً لوجود شح في هذا المجال، فمن خلال البحث عبر مواقع الشبكة العنكبوتية والمجلات العالمية لم يوجد أي مواضيع عالجت الموضوع من زاوية عربية وسيراً في هذا الأتجاه توصي الدراسة بالقيام بدراسات مكملة ومواصلة إستقصاءات التفكير الاستراتيجي حيث إن الدراسة الحالية توصلت إلى تفسير (39%) من تباين في استخدام التفكير الاستراتيجي لدى الشركات المبحوثة هو ما يترك الباب مفتوحا لإجراء مزيد من الدراسات المستقبلية لإضافة متغيرات جديدة من نظريات اخري ولا سيما نظرية الموارد ونظرية اصحاب المصلحة والتي تشتمل علي متغيرات جديرة بالاهتمام وخصوصا إنها اثبتت اسهامهاً في تفسير حاجة التفكير لبناء ميزة تنافسية في دراسات سابقة. كما إن هنالك حاجة إلى توسيع النموذج في دول العالم العربي إذ إن الشركات المبحوثة تتقاسم صفات مشتركة من حيث العادات والتقاليد واللغة وتقارب المستوي المعيشي والتسارع الكمي والنوعي في بيئة الأعمال على نطاق واسع، لذا توصي الدراسة بالقيام بمقارنات لأبعاد التفكير الاستراتيجي في البيئة العربية من أجل زيادة الفهم حول اوجه التشابه والاختلاف ودور الثقافة المحلية في التأثير على الميزة التنافسية. في هذه الدراسة، تم وضع تصور للتفكير الاستراتيجي بوصفه عاملاً مساعداً وداعماً للمنظمة للبقاء في دائرة المنافسة، ويحتوي على مجموعة متنوعة من العوامل منها الإبداع والمساءلة والرؤية المستقبلية وإدارة الصراع والذكاء والتفكير المنظم والنمط العقلي المتنوع، ولذلك فمن المستحسن في الأبحاث المستقبلية يتم تقديم دراسات محددة لكل عامل من العوامل التفكير الاستراتيجي. وهناك مجال آخر للبحث في المستقبل ينبغي إن تعالج فيه مسألة الميزة التنافسية. وفي هذا السياق سيكون من الضروري عمل مسح شامل للتحديات البيئية الرئيسية مثل العولمة والمنافسة والمعرفة والجودة والأخلاق فضلاً عن التغيير والتي ورد ذكرها بالتفصيل في الجانب النظري من الدراسة من أجل إن نكون قادرين على التصدي لها. نأمل إن هذه القضايا سيتم إيلاء الأهتمام بها من قبل باحثين آخرين في هذا المجال.