Abstract:
تناقش هذه الدراسة موضوع التأثير المتبادل بين البيئة العمرانية )الفيزيائية( والسلوك الإنساني
وتتعرض لتطبع السكان وتأثرهم بالبيئة العمرانية ، في نواحي حياتهم المختلفة ، و كذلكدورهم
التبادلي في التأثير عليها و تغيير ملامحها للتتكيف مع متطلباتهم و احتياجاتهم المختلفة
والمتغيرة في عصر الثورة التكنولوجية والرقمية الذي يعيشون فيه ضمن ذلك الإطار العمراني
القديم، الذي يشكل أصلا لترجمة ثقافة خاصة بالزمن السابق ، و لكنها تنتمي في نفس الوقت
الى ذات العقيدة الدينية ، العرقية و التاريخية التي ينتمي اليها السكان الحاليون .
وتهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء بشكل أساسي على أن عمليات التصميم والتخطيط
العمراني للمناطق الجديدة أو الارتقاء بالمناطق القديمه والمتدهوره عمرانيا قد ركزت علي
الجانب المادي )البيئة المبنية( مع إغفال الجانب المعنوي )السلوك الإنساني( مما كان له الأثر
في ظهور تأثيرات سلبية سواء مما يؤدي إلي حدوث تشوه في البيئة المادية )العمرانية( وفقدانها
لوظيفتها التي صممت من أجلها .
من خلال تحليل البيئة العمرانيه في منطقه العيلفون ، بسماتها الخاصة من حيث التشكيل
والتكوين والعناصر ، و الخصائص الإجتماعية الخاصة بالسكان ، ودراسه نطاق العلاقات
التجاورية والاجتماعية وتطورها،الأوضاع الاقتصادية ،المستوى التعليمي وتطوره، ترابطهم
وانتمائهم لهذه البيئة العمرانية ، ومدى محاكاتهم للقيم التي تعكسها تلك البيئة العمرانيه علي
مدي فترات زمنيه مختلفه ومتعاقبه .
وخلصت الدراسة إلي أن العلاقة بين الفراغات العمرانية وبين السلوكيات الإنسانية علاقة
تبادلية ووجود أي قصور في الدراسات الإنسانية )السلوك الإجتماعي( يعوق من تأدية الفراغات
العمرانية )البيئة المادية( لوظائفها الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية والثقافية.
وتوصلت الدراسة إلي توصيات عامة تختص بمنهجيات الترابط والتلازم بين البيئة الماديه
والسلوك الإنساني في عمليات التصميم والتخطيط العمراني وذلك تجنبا لحدوث خلل أو فشل
للفراغات العمرانية المصممة في تأدية وظائفها ، بالإضافه لتوصيات خاصة بمنطقه العيلفون
للارتقاء بالفراغات العمرانية بالمنطقة ويكون متمشيا مع السلوك الإنساني لمستخدمي تلك
الفراغات.