Abstract:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على المنظمات الطوعية الأجنبية ، ودورها في تنمية المجتمع متخذاً من تجربة منظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية في أم روابة موضوعاً للدراسة .
دخل عدد كبير من المنظمات السودان في عام 1985م ، إثر تأثر السودان بظروف الجفاف والتصحر والنزوح من الريف الى عواصم الأقاليم . إن هذه المنظمات التي تعمل في مجال خدمات التنمية الاجتماعية والاقتصادية قد تكون قدمت مساعدات في مجال الإغاثة والمساعدات الملحة.
وضمن هذه المنظمات منظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية التي دخلت السودان سنة 1985 بدعوة من الحكومة لتقديم العون الغذائي للمتأثرين بالجفاف والتصحر في محافظة أم روابة بولاية شمال كردفان (نموذج الدراسة) . تسعى المنظمة بالتعاون مع الحكومة والمجتمعات الريفية للتصدي للمشاكل التي تواجه الأسر والمجتمعات الفقيرة لخلق حياة أكثر رفاهية وإنتاجية ، وذلك بتنفيذ برامج مختلفة شملت قطاعات الصحة الوقائية والعلاجية ، التعليم ، وخدمات المياه ، تنمية المرأة الريفية ، والغذاء مقابل العمل ، والإغاثة ، وإعادة التعمير في مناطق النازحين .
تأتي أهمية هذه الدراسة في الدور المهم الذي أصبحت تضطلع به المنظمات الطوعية في التنمية المحلية ، وحفز المواطنين ، ودفعهم بأهمية العمل الطوعي الإنساني ، والمشاركة والمساهمة ، والتعاون في تطوير المجتمعات المحلية .
إن الهدف من هذه الدراسة هو تقويم للبرامج التي تقوم بها المنظمة في مجالات التنمية المختلفة والأثر الذي أحدثته من خلال برامجها التي تستهدف إنسان هذه المنطقة ، وتحديد الفوائد والمردود الذي أفاد المجتمعات المحلية في محافظة أم روابة في مجال التنمية المحلية من خدمات برامج المنظمة .
اتبع الباحث في هذه الدراسة الجمع بين الوصف والإحصاء والتحليل كمناهج لتوضيح نشاطات منظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية في محافظة أم روابة ، واستخدم الاستبيان ، وتم توزيع (120) مائة وعشرين استبانة على العينة بطريقة عشوائية ، على سكان (15) خمسة عشرة قرية بمحافظة أم روابة ، التي للمنظمة بها نشاط وتم فقدان (20) عشرين استبانة منها ، فأصبح العدد (100) مئة هو القابل للتحليل .
خلص البحث إلى عدد من النتائج ذات الصلة المباشرة بموضوع البحث هي :
(1) استطاعت المنظمة عبر برامجها من خلال مشروعاتها المعروضة الوصول إلى المواطنين في مواقعهم ، وبثت فيهم روح العمل ، والتنافس ، والتدافع الأمر الذي ساعد في تنفيذ كثير من برامجها في قطاعات التعليم ، والصحة ، وخدمات المياه ، والزراعة والأمن الغذائي ، وفي مجال تنظيم ، وتفعيل المجتمعات المحلية .
(2) إن صيغة المشاركة المتبعة في الإسهام في تنفيذ البرامج والمشروعات هي صيغة مناسبة تلبي رغبات المواطنين ، وينبغي العمل على تشجيعها ، وترسيخها لديهم ، حتى تزيد من مساهمتهم ، وتفاعلهم في برامجها .
(3) نجد أن المنظمة من خلال العمل الطوعي الإنساني استطاعت دفع هذه المجتمعات ، وإدخالها في التنمية التي تعني التغيير إلى الأفضل في مجال الخدمات الأساسية ، وزيادة فرص التعليم ، ورفع المستوى المعيشي والاقتصادي ، ورفع الوعي الاجتماعي بالمساهمة والتعاضد بإيجاد تنمية محلية ، واستمراريتها وتعزيزها من قبل المواطنين.
من أبرز التوصيات :
(1) رفع درجة المشاركة الفعلية في العملية التنموية ، وبث الوعي بقضايا التنمية .
(2) العمل على إيجاد مصادر لتمويل مشروعات إعادة إعمار البنيات الأساسية في مجالات الصحة ، والأمن الغذائي ، والتعليم الأساسي.
(3) إبراز دور العمل الطوعي في خطة التنمية القومية للدولة .