Abstract:
هنالك كثير من النظريات التراثية أثبتت صلاحيتها للبقاء وأنّها ما تزال حبلى بكثير من الفوائد وأنّ الدراسات الحديثة لم تتجاوزها، ومن تلك النظريات نظرية النظم لعبد القاهر الجرجاني، فقد أثبتت الدراسات اللغوية الحديثة عظمة هذه النظرية ودقتها، وفي هذا البحث ننظر لهذه النظرية من منظور نظرية لغوية حديثة وهي نظرية القرائن لتمام حسان والتي قصد بها أن تكون بديلاً لنظرية العامل في النحو العربي.
وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على منهج الجرجاني ورؤيته للقرائن ومفهومه للنظم ومقارنة كل ذلك بما ورد عند تمام حسان في نظرية القرائن لمعرفة تأثير الجرجاني في تمام حسان وبيان أهمية نظرية النظم.
وقد اتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي ومن أدواته التحليلالذي يقوم على استقراء الظاهرة وتحليلها للوصول إلى نتائج علمية. إلى جانب استخدام المقارنة في استخلاص أوجه الشبه والاختلاف بين جهود الجرجاني وتمام حسان.
وقد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أنّ الجرجاني عرف مفهوم القرائن وتحدث عنه وفصل القول فيه متناولاً معظم القرائن التي تحدث عنها تمام حسان وإن لم يستخدم مصطلح القرائن. وعلى الرغم من اختلاف غاية كلٍ من الجرجاني وتمام حسان من دراسته إلاّ أنّ نظرية النظم تعتبر أساساً انطلق منه تمام حسان.