Abstract:
يتناول البحث موضوع البناء لمن لا مأوى لهم والتي تعد ظاهرة غير حديثة، فقد بدأ الأهتمام بها على نطاق عالمي بعد الحرب العالمية الثانية. ونظراً لأن تعبير من لا مأوى لهم ينطبق على سكان المناطق العشوائية، العشش، المقابر، مساكن الإيواء المؤقت، والإسكان المشترك، فإن أكثر من 50% من سكان المدن الكبرى في الدول النامية تعتبر مأهولة بمن لا مأوى لهم في صورة إسكان غير قانوني.
نظراً لضعف القدرات المالية والتنظيمية المحلية للدول النامية فقد لجأت بعض المنظمات الدولية إلى محاولات للإرتقاء ببعض المناطق العشوائية، ولكن إقتصر الإهتمام في مثل هذه المحاولات على الجوانب العمرانية فقط. وكذلك فإن النماذج التخطيطية التي تم إعدادها في الدول المتقدمة لم يحالفها التوفيق عند تطبيقها على مشكلات وظروف الدول النامية، ولذلك فلابد أن يكون هناك تغيير جذري في التعامل مع مشكلة إيواء من لا مأوى لهم بصورة أكثر واقعية.
في السودان هناك قصور سياسية وإقتصادية تحكم عدم حل مشكلة العشوائيات بالطريقة المثلى، لذلك يتناول البحث المشروعات التكاملية كحل للعشوائيات، التي تضع في إعتبارها عدة جوانب بالإضافة إلى الجانب العمراني، يجب أن يتم التعامل مع الجانب الإقتصادي والإجتماعي، وكذلك لابد أن يتم وضع الإحتياجات المتعددة للمنتفعين ومواد البناء المحلية والتقنيات البسيطة الملائمة ومساهمة المنتفعين في الإعتبار.
يتم التركيز في البحث على تكامل برامج تخفيف كثافة المناطق العشوائية وإحلال الفائض السكاني بها.
يتم العمل في هذا البحث في عدة إتجاهات متوازية، تحديد الفئات المستهدفة ومواقع تجمعها في المدن، دراسة الجوانب الإدارية والإجتماعية والإقتصادية والعمرانية لتجارب مماثلة للتعرف على إيجابياتها، معرفة خطوات إعداد البرامج المماثلة، التوصل إلى مواد البناء المتوافقة مع إحتياجات من لا مأوى لهم من الناحية التصميمة، والبناء بالجهود الذاتية لتوفير مواد البناء والمساعدات الفنية والإرشادية والتدريب. وينبغي معرفة المقومات االتنموية لدى سكان المناطق العشوائية والمناطق المراد إحلالهم بها و اختيار المواقع المناسبة للإحلال بحيث تكون في مواقع تسمح بوقف الإمتدادات العشوائية الجارية وتشكل امتداداً لها في نفس الوقت.