Abstract:
إنطلاقاً من تقديم رؤية نقدية للدراسات السابقة في مجال ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية بمؤسسات الرعاية الصحية السودانية تقوم على تركيز تلك الدراسات على تناول القضايا المرتبطة بالمهنة والعوامل المؤثرة عليها من منظور ومنطلقات نظريات(التنظيم البيروقراطي) مع ضعف ربطها وتحليلها وفق المنظورات على المستوى الأكبر المتصله بعوامل ومتغيرات اجتماعية أشمل جاءت مشكله هذه الدراسة في البحث عن العلاقة ما بين ممارسة المهنة في مؤسسات الرعاية الصحية والسياسات الاجتماعية الوطنية حيث طرحت الدراسة عدداً من التساؤلات الرئيسية التي تدور حول هذه العلاقة.إتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي للأجابة على تساؤلات الدراسة،واستخدمت مزيج من أدوات المنهج الكيفية والمنهج الكمي.وتكون مجتمع الدراسة من جميع الاختصاصيون الاجتماعيون الممارسون للمهنة بــ(16)مستشفى من مستشفيات ولاية الخرطوم.
خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج أهمها:تاثرت المهنة-كجزء من نسق الرعاية الصحية- بالمعوقات البنائية التي تواجه السياسات الاجتماعية وأهمها تبني الدولة سياسات التحرير الاقتصادي وما نتج عنها من آثار اجتماعية. وخرجت الدراسة بضعف تاثير وأرتباط ممارسة المهنة بالسياسات الاجتماعية النوعية الموجهه نحو قضايا ومشكلات:الطفولة،المسنين،التشرد،الإعاقة،العنف ضد المرأة والطفل، النزوح،الأدمان وغيرها.وبينت الدراسة عدد من تأثيرات السياسات الاجتماعية على عدد من المكونات الفنية لممارسة المهنة، كما برز تأثر المهنة بنهج وخصائص بناء واتجاهات السياسات الاجتماعية خاصةً فيما يلي هيمنة(نموذج الصفوة) في بناء معظم السياسات الاجتماعية،وغياب(مبدأ العدالة الاجتماعية) في توزيع الخدمات والاجهزة التي تخلقها تلك السياسات ما بين ولايات القطر،وضعف التنسيق ما بين أجهزة خدمات الرعاية المعنية بتلك السياسات الاجتماعية.واخيراً أبرزت الدراسةعدداً من المعيقات الوظيفية المرتبطة بالتنظيمات البيروقراطية للدولة المرتبطة ببناء وتنفيذ السياسات الاجتماعية.وجاءت توصيات الدراسة مبينة على توفير الظروف الموضوعية لبناء السياسات الاجتماعية الفاعلة التي تمهد لتفعيل دور المهنة في أداء وظائفها.