Abstract:
تعتبر ظاهرة الفقر من الظواهر الإنسانية التى إهتمت بها الأديان السماوية و الأنظمة الأقتصادية الوضعيه, وهو حالة من الحرمان المادى, الذى يعانى منه الإنسان, وتتجلى مظاهره فى عدم تحقيق حاجات الإنسان الضرورية ورغباته فى الحياة الدنيا, ومايترتب على ذلك من آثار أفرزت أغلب الإختلالات الإجتماعية والسياسية. تعددت مفاهيم الفقر وأنواعه وإختلفت الرؤى التفسيرية لهذه الظاهرة بتعدد الأنظمة الإقتصادية.
يهدف البحث لدراسة مفهوم الفقر وأسبابه فى النظامين الإقتصادى الإسلامى والرأسمالى وتحليل الآثار التى نتجت عن تطبيق سياسات الإصلاح الإقتصادى فى السودان للفترة من (2005-2015م) كما يهدف للتأكيد على أهمية العناية بالمنهج الربّانى في معالجة المشكلات المعاصرة.وكيفية معالجة الفقر فى النظامين الإقتصادين الرأسمالى والإسلامى وتأتى أهمية الدراسة وتفردها فى تغطية الظاهرة فى إطارها العقائدى كما إنّها أعطت بعدا آخر لأنواع الفقر وعلاجه
إفترضت الدراسة أنّ الموارد الإقتصادية التى خلقها الله - سبحانه وتعالى- تكفى لإشباع حاجات الإنسان,ومع ذلك إستعرض الباحث مفهوم الفقر فى النظام الإقتصادى الإسلامى و الرأسمالى, كما تعرض للموارد الإقتصادية والندره النسبية وحاجة الأنسان للإستهلاك وأوجه المقارنه فى النظامين الإقتصادين, وتعرض للبرامج الإقتصادية والسياسات الإصلاحية التى إنتهجها السودان بنظمه الإسلاميه لمعالجة مشاكله الإقتصادية كما تعرض لأسباب الفقر التى لم تكن لقلة الموارد بل هى من صنع الإنسان وهى عوامل غير طبيعية تؤثر عليه وتتأثر بالسياسات المحلية والإقليمية الدولية وبالتالى جاءت وسائل علاجه بالإنتاج والعمل وأضاف الإسلام الوسائل الروحية و القيم الإيمانيه, آخذًا بالأسباب لإعمار الأرض في ظل ثوابت دافعة لهذا الإعمار. خلُص الباحث إلى الإختلاف بين النظام الرأسمالى والنظام الإسلامى وأنّ مشكلة الفقر قديمه فى السودان بالرغم من تعدد موارده الطبيعية والبشريه التى لم تستغل إلى الآن الإستغلال الأمثل لفشل سياسات التنمية التى طبقت والسياسات الإقتصاديه التى فرضتها العولمة الإقتصادية و أملتها المؤسسات المالية الدولية التى أدت الى تجزر مشكلة الفقر وإنتشاره, وعلى ضوء نتائج البحث عرض الباحث ماهو متاح من معالجات منها ضرورة إعادة البناء القيمى والأخلاقى فى عالم المسلمين والإهتمام بالعنصر البشرى وتأهيله.