Abstract:
تناول هذا البحث أسباب وآثار أزمة المديونية على الدول المدينة بصفة عامة والسودان بصفة خاصة وقدم البحث دراسة مفصلة عن الحلول التي طرحت وأضاف البحث عليها حلول جديدة تنبع منها أهمية البحث بحيث تلقي الضؤ على أزمة المديونية برؤية جديدة من خلال إنها تتقصى أسبابها الجذرية وآثارها الاقتصادية والسياسية وتقدم حلول جديدة تتوافق مع متطلبات الطرفين.
وتكمن مشكلة البحث بأنه تعد الديون الخارجية في الوقت الحاضر معرقلة لاقتصاديات الدول المدينة أي من خلال تراكم وتزايد مدفوعات خدمات الدين والفوائد وهذا أدى لانزلاقها في حلقات مفرغة من عدم المقدرة على تغطية ديونها.وتتمثل فروض البحث سؤ استغلال الموارد (القروض الخارجية)والفوائد العالية على تلك القروض هو السبب الرئيسي لعجز الدول المدينة عن السداد،وان أزمة المديونية هي نتاج طبيعي لأزمة التمويل التنموي بالبلدان النامية الناتجة من فجوة كبيرة بين المدخرات المحلية ومتطلبات الاستثمار وعموما هي نابعة من الخصائص التي تتصف بها تلك الدول،وأيضا أزمة الديون تؤثر سلبا على كثير من المؤشرات الاقتصادية والسياسية للدولة المدينة ومعرقلة لنموها الاقتصادي،وتقديم حلول جديدة تتوافق مع متطلبات كل طرف وتتناسب مع حجم المشكلة يزيد من احتمالية الحل الجذري لمشكلة المديونية الخارجية لان اغلب الحلول السابقة لم تستوفي تلك الشروط وخاصا للسودان كحالة دراسة لأنه لم يستفد من تلك المبادرات وقد تم إثبات جميع الفروض .وقد استخدم البحث المنهج التاريخي في سرد نشأة وتطور أزمة المديونية الخارجية بصفة عامة والسودان بصفة خاصة وأسبابها مع استخدام للمنهج الوصفي التحليلي في تحليل أثار الأزمة وفي تحليل الحلول القديمة والجديدة المطروحة بالبحث ولجأ أيضا للمراجع الثانوية والأولية.
وتلخصت أهم النتائج بان أزمة الديون الخارجية هي نتاج طبيعي للخصائص التي تتصف بها الدول النامية ولأزمة التمويل التي تعيشها تلك الدول بسبب عدم كفاية الموارد المحلية للعملية التنموية وبأنها مشكلة عالمية لا تقتصر على الدول المدينة فقط ولا سبيل لحلها بحصرها في دولة مدينة لوحدها بل تستوجب التعاون والتضامن من كل الإطراف .وتقديم حلول ودراسات وبحوث مشتركة تقوم على مستوى تنسيق عالي بينهما لتكون الحلول جذرية وتتوافق مع متطلبات كل طرف من أطراف المديونية.وأيضا أن تعقيد المشكلة يكمن في ان المتغيرات الاقتصادية والسياسية لها آثار تبادلية بكل منهما وبالتالي تحليل المشكلة ووسائل حلها لا تقبل اخذ جانب وتغاضي النظر عن الجانب الأخر.
وتلخصت أهم التوصيات في إنشاء مؤسسة متخصصة تجمع المدينين أسوة بنادي باريس ولندن لتقوم بتوحيد المواقف وتحسين وتقوية موقف المدينين عند المفاوضات وتقديم رؤى وحلول عامة يمكن إن تعمم وتقديم بحوث ودراسات علمية تسير في خط واحد مع متطلبات التنمية بالدول المدينة. واستخدام حزمة من الحلول الجديدة التي طرحت في هذا البحث كمشاريع البوت التي يتم تمليكها للدائنين والامتيازات الضريبية والجمركية لمشاريع الدائنين .وفيما يخص السودان وضع خطط استراتيجيه تتضمن شراكات وعلاقات إستراتيجية مع اكبر الدول الدائنة للسودان بحيث لا تتوقف على علاقات استراتيجيه سياسية فقط بل تتعداها إلي علاقات اقتصادية تشمل اتفاقيات تعاون وتكامل او اتحاد اقتصادي وذلك لفتح المجال للاستفادة من المبادرات المطروحة وتنسيق الجهود المشتركة لوضع حلول مناسبة ولتسهيل دعمها وتمريرها عند مناقشتها في المفاوضات حولها بالمؤسسات الدولية والإقليمية.