Abstract:
إن مكارم الأخلاق بناء شيده الأنبياء، وبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليتم هذا البناء وبما أن العلماء هم ورثة الأنبياء كان لازمًا لكل معلم ومتعلم التحلي بالقدر الكافي من الأخلاق الفاضلة لتحسين العملية التعليمية والتربوية وتحفيزهما للمشاركة ايجابيًا داخل المنظومة التعليمية والمجتمع وجعلهما نافعين لنفسيهما ووطنهما ومدركين لانتمائهما الإنساني. تهدف الدراسة الى التعرف على جملة من الأخلاقيات الأساسية والآداب الضرورية لكلٍ من المعلم والمتعلم عند الإمام ابن كثير واستنباط مجموعة من التطبيقات السلوكية لأخلاق المعلم والمتعلم داخل المنظومة التعليمية والمؤسسات التربوية والاجتماعية؛ وتجيب الدراسة على التساؤلات التي تدور حول ملامح أخلاقيات المعلم والمتعلم عند الإمام ابن كثير، وأهم التطبيقات التعليمية والتربوية؛ إعتمدت الدراسة المنهج الوصفي الاستنباطي لبيان أخلاق المعلم الضرورية وما ينبغي أن يتحلى به المتعلم عند الإمام ابن كثير واستنباط التطبيقات التربوية؛ ومن أهم نتائج الدراسة: إن منهج العلماء والمفكرين المسلمين في طلب العلم والتعليم هو سلوك النهج القويم من القرآن والسنة النبوية. وإن اقتران العمل بالعلم هو أساس الطريق المستقيم، وهو المنهج المتبع عند العلماء والمفكرين المسلمين. وارتكاز العملية التعليمية على الاهتمام بالجانب الاخلاقي، وعدم حصرها على الجوانب المعرفية للمتعلم فقط. وتأهيل المعلم للتعليم بتنمية قدراته الأخلاقية، وتطهيرِ نفسه من رذائل الأخلاق؛ وتوُصي الدراسة بأهمية الارتقاء بالجوانب الشخصية والأخلاقية المهنية لدى المعلم؛ ليرتقي بدوره بالعملية التعليمية والتربوية من جميع النواحي وبتوعية المتعلمين وتحصينهم من الأفكار الضالة، وتطهير مجتمع التعليم من مظاهر التشدد والتطرف.