Abstract:
قدمت الدراسة مقارنة بين التجريد فى النحت القديم فى السودان فترة ما قبل التاريخ ( العصر الحجرى القديم والحديث) وفترة حضارة كوش(كرمة , نبتة , مروى) و فن النحت الحديث فى أوروبا فى نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين , أجرت الدراسة سلسلة من المقارنات و التحليل للمنحوتات السودانية و الأوروبيه و توصلت إلى أن أحد أسباب تشابهها هو الإحتكاك الذى تم بيين الفن السودانى القديم و الثقافة الأوروبية فى الرحلات الإستكشافية التى قامت بها أوروبا فى إفريقيا فى فترة الإستعمار حيث إستفادة أوربا من هذا الفن شبه التجريدى لتظهر ملامحه فى تحول الفن الأوروبى من الواقعيه الكلاسيكية الى الفن الحديث.
تناول الفصل الأول اهداف و أهمية الدراسة و التى تتلخص فى دراسة القيم الجمالية و التجريدية للنحت السودانى و مدى مساهمته فى حركة التجديد فى الفنون العالمية و قد دارت اسئلة البحث حول معرفة و انتشار النحت السودانى القديم فى أوروبا و وسائل إنتشاره و أسباب التشابه بين النحت السودانى القديم و النحت الأوروبى الحديث و سمات التجريد فى النحت السودانى القديم كما قدم هذا الفصل تعريف لمصطلحات الدراسة .
وقدم الفصل الثانى تعريف للنحت و نبذه تاريخيه عن النحت فى الحضارات القديمة و إهتم الفصل الثالث بمناقشة و تحليل عينات البحث من المنحوتات السودانية القديمة و المنحوتات الأوروبية فى عصر الحداثة و ما بعد الحداثة لإبراز القيم الجمالية و عقد مقارنات لتحديد اوجه التشابه.
أما الفصل الرابع و الأخير فقد تم فيه عرض نتائج الدراسة و مناقشتها و تم التوصل الى أن مسألة التأثير والتأثر فى الفن طبيعية فالتلاقح الثقافى و الإنفتاح على الاخر من اهم سبل التقدم والتطور .
وبقدر ما افادت أوروبا السودان خلال فترة الإستعمار بإنشاء كلية الفنون و إدخال لوحة الحامل و التعريف بالفن الحديث بقدر ما إستفادت من الفن السودانى القديم من خلال ما نقله الرحاله و المستكشفين و الآثاريين القدامى من رسومات ومنحوتات نشرت و عرضت فى بيوت الفنانين و النبلاء و فى المتاحف الأوروبية بعد ظهورها.