Abstract:
يتمحور هذا البحث حول العلاقة بين ظاهرة الجريمة والبيئة الحضرية بمنطقة طيبة الأحامدة العزبة ومنطقة كافوري، إذ تختلف الجريمة بإختلاف المشاكل لكل من المنطقتين.
يهدف هذا البحث إلى الوصول لبيئة حضرية تحد من إنتشار الجرائم في ولاية الخرطوم من خلال الوصول لمعايير تخطيطية وتصميمية وإجتماعية تحد من إنتشار الجرائم ، بالأضافة إلى تحليل العلاقة بين البيئة الحضرية وظاهرة الجريمة وتوعية المجتمع بأهمية البيئة الحضرية وكيفية المحافظة عليها من أجل تحقيق الأمن المجتمعي.
تفترض الدراسة أن عدم الإهتمام بالبيئة الحضرية وعدم مواكبة السياسات والسلطات المختصةلمعالجة المشاكل والتغيرات التي تحدث من وقت لأخر بصورة سليمة يؤدي إلى تدهور البيئة الحضرية التي بدورها تؤثر في إنتشار ظاهرة الجريمة والسلوكيات الغير أخلاقية. كما تفترض وجود علاقة بين تردي البيئة وإرتفاع نسبة ظاهرة الجريمة.
تعتمد منهجية البحث علي التحليل الوصفي والمقارنة لمضمونالبيانات الميدانية المستخلصة من مقابلات شخصية مع عدد من الجهات الرسمية ذات الصلة بموضوع البحث ومجموعة من سٌكان منطقة طيبة الأحامدة العزبة وسكان منطقة كافوري ، بإضافة إلى إستخدام بيانات ثانوية مأخوذة من الدراسات والبحوث السابقة والتقارير الرسمية وبعض المجلات المتخصصة في هذا المجال.
أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة بأنه قد تبين كلما كانت البيئة تتبع للأُسس والمعايير التخطيطية والتصميمة لإستعمالات الأراضي والخلط للإستعمالات المختلفة المدروس ودراسة مفهوم الحيزية والربط بين الفضاءات العامة والخاصة كلما أنخفضت وتلاشت ظاهرة الجريمة والظواهر السالبة ، وعليه إن منطقة طيبة الأحامدة العزبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية ، من التخطيط والتنظيم المكاني والبيئي للخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية وغيرها ، علي عكس نظيرتها منطقة كافوري التي لايفصلها عنها سوي شارع فرعي، حيث نجد فيها رُقي الخدمات من حيث التعليم والصحة وخدمات البني التحتية والترفيهية وغيرها مماجعل منها منطقة بها جميع مقومات البيئة الحضرية ، لذلك كلما كانت البيئة الحضرية تفتقر لأدني المقومات الأساسية تزداد فيها الظواهر الإجرامية وتصبح بيئة غير حضرية.
من هذه الدراسة تم الوصول إلى أن دراسة مفهوم الحيزية ضروري لفهم سلوك الإنسان في إحتوائه للحيز وكيفية الدفاع عنه ، والعمل علي رفع الحس الحضري لدي الأفراد ووضع منهج لتطوير وتخطيط منطقة طيبة الأحامدة العزبة وتطبيق المعالجات والمعايير التصميمية والتخطيطية والإجتماعية لتنسيق شكل المباني والشوارع والمساحات المفتوحة وتفعيل وإحياء المشاركة السُكانية للإستفادة من خبراتهم لرفع من مستوي الأمان والحد من ظاهرة الجريمة والسلوكيات السالبة.