Abstract:
أجريت هذه الدراسة في ولاية الخرطوم علي اربعة منظمات تطوعية عربية اسلامية ، وكانت في إدارة الجودة الشاملة تحت عنوان (تطوير الأداء في المنظمات التطوعية العربية الإنسانية).
وهدفت إلي تلمس جوانب الخلل الإداري في تلك المنظمات وتأثير ذلك علي تطوير ادائها وتحسينه المستمر وإمكانية معالجة هذا القصور بتحويل كل هذه التهديدات التي تواجهها إلى فرص ونقاط الضعف إلى نقاط قوة وذلك بتوفير بيئة داخلية وخارجية ملائمة للارتقاء بجودة مخرجات تلك المنظمات وتحقيق تطورها وتحسينها المستمر وصولاً للتميز المستدام.
تتمثل أهمية البحث في الإشكالات والتحديات التي تواجه تطور المنظمات التطوعية العربية الإنسانية ومواكبتها للمتغيرات المختفة في محيط بيئتها الداخلي والخارجي، تمكينها من الاستغلال الأمثل لمواردها المادية والبشرية، الإسهام في تحقيق رسالة المنظمات وأهدافها الإنسانية التي تسعى إلى تنمية المجتمعات الضعيفة والمحتاجة، الإسهام في تلبية رغبات المحسنين بدعم الفقراء والمساكين تحقيقاً لمبدأ التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع.
حاولت الدراسة الاجابة علي الاسئلة الاتية :هل تقوم المنظمات الطوعية الوطنية الاساسية بوضع خططها بطرق سليمة ومرنة ومواكبة للمتغيرات المتنوعة من حولها في بيئتها الداخلية و الخارجية ، هل تخضع ادائها الاداري للتقييم المستمر وهل يتم التعامل مع مخرجات هذا التقييم كأساس في عمليات اتخاذ القرارات و التطوير و التحسين ، هل تهتم تلك المنظمات ببناء الشراكات مع الجهات ذات الصلة من أجل تحسين ورفع القدرات وتكامل الادوار وصولاً لأعلى مستويات الكفاءة و الفعالية في الاداء ، استخدم الباحث المنهج الوصفي في دراسة اربعة منظمات تطوعية عربية إنسانية عبارة عن مجتمع الدراسة المكونة من الموظفين العاملين بتلك المنظمات محل الدراسة مستخدماً العينة القصدية.
لتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بتصميم الادوات الاتية :
- تصميم استبانة خصصت للبيانات الشخصية .
- تصميم استبانة خصصت للوقوف علي محورين رئيسين في واقع ومستقبل الاداء الاداري للمنظمات التطوعية العربية الانسانية محل الدراسة ، وتمثل تلك المحاور فرضيات الدراسة وتضمنت 34 فقرة موزعة علي تلك الفرضيات ، وقد كانت محاور الاستبانة كما يلي :-
1. واقع الاداء الاداري الحالي في المنظمات العربية الانسانية واثره علي العمليات الادارية
2. الاهتمام بالموارد البشرية واثره علي الاداء العام للمنظمات الطوعية العربية الانسانية .
لتنفيذ هذه الدراسة قام الباحث باختيارالعينة القصدية من الموظفين العاملين بتلك المنظمات حيث بلغ عدد افراد العينة67 موظفاً. وقد خضعت للتحليل الاحصائي بواسطة برنامج التحليل الاحصائي SPSS وتشكل 65% من افراد مجتمع الدراسة البالغ عددهم 103 .
كانت ابرز نتائج البحث كما يلي : 98.5 % من الموظفين غير راضين عن مستوي تفويض الصلاحيات ،77.6 % غير اضين عن مستوي الاتصال وانسياب المعلومات بين المستويات الادارية المختلفة ، 80.6 % لا يوافقون علي أن المنظمة تعتبر أن عمليات تقييم وتقويم الاداء عاملاً مهماً في بناء المعرفة والتعلم ومرجعاً اساسياً للتخطيط والتنفيذ والتحسين المستمر ، 79.1 % ينتقدون ضعف مشاركة العاملين ولا يوافقون علي أن القيادة والإدارة العليا في المنظمة لها القدرة علي ابتكار الوسائل التي تمكن من المشاركة الفاعلة لمنسوبيها في العمليات الادارية للمنظمة كما أن 91 % من الموظفين لا يوافقون علي أن القيادة و الإدارة العليا في تلك المنظمات محل الدراسة تهتم بالمبادرات والابتكارات الابداعية للعاملين، ما بين 79 – 98% من العاملين لا يوافقون علي ان عملية تقييم الاداء داخل المنظمات المعنية تتم وفق اهداف ومعايير علمية سليمة ، 97% من العاملين يرفضون عبارة ان المنظمة تهتم بتقييم الكفاءات والحرص علي استقطابها والمحافظة عليها وكسب رضائها ، 100 % يرفضون عبارة أن لديهم مشاعر إيجابية وشعور بالرضا تجاه الرواتب والمكافآت ، وما بين 93 % الي 100 % من العاملين غير راضين عن سياسات المنظمة وطريقة الإدارة وأمنهم الوظيفي .
علي ضوء تلك النتائج اوصي الباحث بأنه لا بد من تفويض قدر من صلاحيات من القيادة والإدارة العليا للمنظمة للمستويات الإدارية المختلفة بالقدر الذي يمكنهم من اداء مهامهم بالصورة المطلوبة ، تبسيط إجراءات وتسريع اتخاذ القرارات بين المستوي. الادارية المختلفة، الحرص علي تطبيق نظام الرقابة الاصلاحي الفعال ، الاهتمام بوضع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية المدروسة علي ان تكون البيانات والمعلومات اساساً للتخطيط اتخاذ القرارات ، ضرورة تعميق روح العمل الجماعي ومفهوم ان المعرفة ليس حكر علي احد كواحدة من أهم مبادي إدارة الجودة الشاملة ، الاهتمام بعملية تقييم الاداء ومخرجاته بأشكالها المختلفة علي ان يتم ذلك وفقاً لأهداف محددة ومعايير علمية ، تعظيم الموارد البشرية ذات الخبرات العالية كواحدة من اهم مبادي إدارة الجودة الشاملة و العمل علي تطوير قدراتهابالتدريب و التأهيل المستمر ، ضرورة اعتراف القيادة العليا بوجود اهداف خاصة للعاملين يسعون لتحقيقها من خلال المنظمة .