Abstract:
هدفت هذه الدراسة إلي التعرف علي واقع فن الخزف السوداني المعاصر وأثره في الساحة التشكيلية والثقافية السودانية ، وذلك من خلال تسليط الضوء على الأسس البنائية والفكرية والدلالات والمضامين التي احتواها وإحالة خصوصيته الخزفية إلي فن تعبيري .
اتبعت الدارسة المنهج الوصفي التحليلي والذي اعتمد علي معرفة ووصف وإدراك العناصر البصرية التي تكون العمل الخزفي التعبيري لغرض التحليل الشكلي والمفهوم الفكري والدلالي مع الاستعانة بالمنهج المقارن .
أن مشكلة هذه الدراسة تركزت علي مجموعة من المحاور منها أن فن الخزف في السودان لم يتطور كثيراً عن مفهومه القديم المرتبط بالنفعية والزينة ، ولم ترصد أي اتجاهات جديدة مستحدثة فيه خاصة في مجالاته المتصلة بالتعبير الفني ، تحاول هذه الدراسة دحض المفهوم السائد بأن الخزف من الفنون الدنيا ولا قدرة له على التعبير الفني ولا يرتقي إلي مصاف الفنون العليا كالتصوير والنحت .
استخدمت هذه الدراسة مجموعة مختلفة من الأدوات لجمع البيانات الخاصة بها تمثلت في المقابلة الشخصية والاستبيان المغلق المحكم وإجراءا المسح والملاحظة والمراجع والدراسات العلمية .
قد تم حصر فرضياتها في أن القيم الجمالية وتقنيات التشكيل في بعض أعمال الخزافين السودانيين قد تقود إلي مداخل جديدة قادراً علي تعبير الفكري في فن الخزف ، وأن سمات الاتجاهات الفنية الحديثة في الخزف العالمي قد تساهم في إثراء واستحداث تقنيات جديدة في تشكيل خزف سوداني معاصر يمكنه التعبير فنياً وفكرياً من خلالها .
توصلت الدراسة إلى نتائج جاءت مستلهمة من جمع المعلومات والبيانات وتحليل المضامين والأفكار وتقنيات التشكيل للأعمال الخزافين قيد الدراسة ، منها أن الخزافين في السودان لا يشكلون رافدا مهما في الحركة الفنية التشكيلية السودانية المعاصر ، كما أظهرت الدراسة أن غياب الرؤية النقدية لفن الخزف كان سبباً في عدم تقييم تجربة الخزاف السوداني ، وكذلك نظرة بعض المثقفين فنياً في السودان المقللة من شأن فن الخزف ، حيث يروا في الخزف حرفة خالية من الحس التعبيري وغير قادر على الخطاب الفكري .
توصي الدراسة بتشجيع وتمويل الدراسات والأبحاث العلمية في مواد أنتاج الخزف واستثمار نتائجها ، كما توصي بإدراج فن الخزف النحتي ضمن برامج تدريس الخزف لإظهار الجانب التعبيري فيه .