الإرتقاء بالقيم الجمالية والوظيفية في خطوط الطباعة العربية ودوره في تطوير الأداء التيبوغرافي

Abstract

هدفت الدراسة إلى الارتقاء بالقيم الجمالية والوظيفية في خطوط الطباعية العربية بغية تطوير الأداء التيبوغرافي، بالإضافة إلى الكشف عن القيم الجمالية في الخط العربي وكيفية المحافظة عليها، مع التعريف بوظائف الكتابة العربية وخصائصها الأساسية، كما هدفت إلى ردم الهوّة الجمالية والوظيفية بين الخطوط العربية التقليدية والخطوط الطباعية العربية، وتسليط الضوء على أهمية التيبوغرافيا العربية والسعي إلى تطورها. وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي (التحليلي) لمناسبته طبيعة المشكلة، وذلك بتحليل عينات الدراسة التي بلغ حجمها (15) خط طباعي عربي، وتحديد أوجه القصور الجمالي والوظيفي فيها وبيان كيفية الارتقاء بها جمالياً ووظيفياً، من خلال استخدام أداتي الملاحظة والمقابلة الشخصية (الاستشارية). وقد أظهرت نتائج الدراسة أن كثير من خطوط الطباعة العربية تعاني قصوراً جمالياً ووظيفياً بائناً يمكن أن يؤثر على أدائها لدورها المنوط، وذلك بسبب استخدام برامج حاسوبية مخصصة للغات أخرى في تسكين الحروف الطباعية العربية لا تتوافق مع طبيعة الخط ونظام الكتابة العربية، بالإضافة إلى عدم وجود أسس ومعايير محددة تحكم صناعة خطوط الطباعة العربية، وقلة الاهتمام بالدور الوظيفي الذي يرمي لتحقيق مبدأ الوضوح والمقروئية، كما بينت الدراسة أن الأداء التيبوغرافي العربي لا يمكن أن يتطوّر إلا من خلال الارتقاء بالقيم الجمالية والوظيفية في خطوط الطباعة العربية، وذلك عن طريق استنباط أسس ومعايير محددة تحكم صناعتها وفق الأطر والموجهات العامة التي توصلت إليها الدراسة، والتي تمثّلت أولاً في استلهام القيم الجمالية والوظيفية الأصيلة الموجودة في الخط العربي واستصحابها في مجال خطوط الطباعة العربية، مع الاهتمام بأساسيات وقواعد التصميم العامة، وتصميم برامج حاسوبية خاصة بتسكين خطوط الطباعة العربية تحقق مواصفات قياسية تتناسب مع طبيعة الخط العربي ونظام الكتابة العربية الأساسي، مع النظر بعين الاعتبار للمفهوم الوظيفي الذي تحققه الخطوط الطباعية العربية من حيث الوضوح والمقروئية وسلامة رسم الحروف والمحارف حسب قاعدة الكتابة الخطية والإملائية، بحيث تمثل هذه الأسس في مجملها نظاماً مفتوحاً للإبداع يقبل التعديل والإضافة، وثانياً في تهيئة البيئة المناسبة لهذا التطور أكاديمياً ومهنياً ومجتمعياً، من خلال قيام مراكز احترافية تنظم عملية إنتاج وتطوير أطقم الخطوط الطباعية العربية، واعتماد مناهج أكاديمية لدراسة التيبوغرافيا العربية على المستوى الجامعي في كليات وأكاديميات الفنون والتصميم، ونشر وتعميم ثقافة التصميم التي تعرّف بالقيم الجمالية والوظيفية لخطوط الطباعة العربية، مع سن النظم والقوانين اللازمة لحماية الحقوق الأدبية والمادية لمصممي ومطوري ومنتجي الخطوط الطباعية العربية. كما خرجت الدراسة بعدة توصيات، من أهمها قيام المؤتمرات والندوات الجامعة للاتفاق على أسس ومعايير محددة تحكم صناعة خطوط الطباعة العربية، بالإضافة إلى السعي الجاد بين التيبوغرافيين والمبرمجين العرب للتوصل إلى برامج حاسوبية جديدة لتسكين خطوط الطباعة العربية تتناسب مع قواعد الخط العربي ونظام الكتابة العربية الأساسي، مع استمرار مثل هذه الدراسات المتعمقة من أجل تطوير الخطوط الطباعية والتيبوغرافيا العربية مع التعريف بدورها الحيوي والهام كونها الحامل للثقافة والتراث العربي والإسلامي.