Abstract:
جاء موضوع الدِّراسة في نظرية المقاصد عند الإمامين : الشَّاطبي ، وابن عاشور للّريسوني والحسني دِّراسة مقارنة بين النَّظرتين. وتتجلى أهداف البحث وأهميته في السّعي لكشف أثر الإمامين في مادة أصول الفقه والمقاصد، وما أحدثاه من حيويَّة ونضج فيها، والوقوف على مناحي التّجديد والفاعليَّة في نظريتهما، وكذلك الوقوف على الأسس والمفاهيم الإجرائيَّة التّي تقوم عليها نظريتهما، والكشف عن مناحي سمات الاتفاق والاختلالف بين الإمامين، ومن ثَمَّ الوقوف على المدخل المقاصدي وفوائده العلميَّة والعمليَّة. أهميَّة الدِّراسة تنبع من الباب المطروق وهو مقاصد الشّريعة ودورها في المجالات كآفة. سلك الباحث في سبيل المادة المدروسة المنهج الاستقراء التّحليلي، والمنهج المقارن جاعلاً حدود الدِّراسة متنا للدِّراسة والمقارنة، وبقيَّة القراءات للإيضاح والكشف والتّعقيب. توصلت الدِّراسة للنتائج مهمة للباحث وهي أن الفكر المقاصدي عند الإمام الشّاطبي وابن عاشور لا يزالان يتمتعان بحيويَّة وعطاء وما كثرة الأطروحات التّي تناولتهما إلا دليل على ذلك. وأن مصطلح المقاصد رغم عراقته وكثرة تناوله من الباحثين لن يستقر على تعريف جامع إلى الآن بعد أن مرت المقاصد من خلال سيرورتها التّاريخيَّة بخمس مراحل. وعند دراسة،المقارنة بين النّظريتين وجد الباحث أوجه اتفاق وإختلاف،بين الإمامين وبقية علماءالأصول، كما توجد سمات مشتركة بين الإمامين وأخرى مختلفة، يوصي الباحث أولاً طلاب العلم بأنَّ الأمر في المقاصد الشّرعيَّة ما زال بحآجة ماسة إلى بذل الجهد في استكناه أسرار الشّريعة، وتعليل أحكامها وتأصيل أصولها، وتقعيد قواعدها، والتّحري عند النّوزال ما هو أكثر التّصاقاً بمقاصدها، وأجلب نفعاً للعباد في المعاش والمعاد، إذ الفقه في الدّين هو معرفة حكمة الشّريعة ومقاصدها ومحاسنها. ويوصي الباحث مراكز العلم والجامعات المتخصصة الانتقال من التّنظير إلى التّطبيق، وأغلب المنجز في السّياق المقاصدي ينحو منحى التّجريد والتّنظير، لذا الحآجة ماسة إلى انتقال الأبحاث من التّنظير إلى التّطبيق، وتقديم نماذج تطبيقيَّة ذات فاعليَّة في الواقع المعاش.