Abstract:
تناولت الدراسة الإعلام التفاعلي القائم على شبكة الإنترنت وتطبيقاته المختلفة حيث هدفت إلى بحث مدى قدرة هذا النمط الإعلامي على تعزيز الوعي السياسي لدى الجمهور، وذلك من خلال التطبيق على الجمهور في منطقة دارفور. وقد اشتملت الدراسة على إطار منهجي حُددت فيه المشكلة البحثية والتساؤلات التي تمخضت عن استعراض المشكلة.
اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي باستخدام المسح الوصفي التحليلي الذي يتسم بارتباطه بالأهداف الوصفية للبحث والاختبار الأفضل للعينات والفئات المختارة من المجتمع في دارفور. كما ضمت الدراسة إطاراً نظرياً تناولت فيه الإعلام التفاعليمفهومه وتطبيقاته، كما تناولت الدراسة الوعي السياسي مفهومه ومضامينه وعلاقته بالإعلام التفاعلي، اضافة إلى دراسة الصراع السياسي والإعلامي في منطقة دارفور. وقد تم تعزيز الدراسة النظرية بدراسة ميدانية توصلت إلى عدد من النتائج أهمها:
1. استطاع الإعلام التفاعلي فرض ذاته على جمهور دارفور الذي صار ينفق ربع يومه تقريباً في متابعته والتفاعل مع ما يطرح من موضوعات وقضايا. كما أن نسبة (55%) من جملة المبحوثين يتابعون قضايا دارفور على الإعلام التفاعلي بصورة دائمة.
2. أوضحت الدراسة الميدانية أن (68%) من جمهور المبحوثين يتابعون الإعلام التفاعلي لما يقدمه من ميزة السرعة في تغطية الأحداث والحرية والجرأة في تناول القضايا والموضوعات، وهذه المميزات يفتقر إليها بصورة واضحة الإعلام التقليدي.
3. وافقت نسبة (90%) من عينة الدراسة على أن الإعلام التفاعلي يمثل أداة مهمة لإثراء الحوار وتبادل الرأي والرأي الآخر. وتعتبره نسبة (83%) من عينة الجمهور المبحوث أنه يعد وسيلة مهمة من وسائل ممارسة الديمقراطية.
4. تعتبر غالبية أفراد عينة الدراسة وبنسبة قوامها (77%) أن الإعلام التفاعلي شكل لهم منبراً حياً لطرح ومناقشة قضايا دارفور السياسية، ونسبة (87%) من الجمهور يعتبرونه قد أسهم في تشكيل الرأي العام نحو قضايا دارفور السياسية.
5. أظهرت الدراسة الميدانية أن غالبية أفراد العينة المدروسة وبنسبة تتجاوز (67%) يؤكدون أن وسائل الإعلام التفاعلي استطاعت تعزيز قناعتهم السياسية تجاه الأحداث والقضايا المتعلقة بدارفور.
من واقع النتائج المستخلصة، وعطفاً على الإطار النظري والميداني للدراسة فقد خلص الباحث إلى مجموعة من التوصيات منها:
1. على الباحثين مواصلة العمل الأكاديمي الرامي إلى تفكيك ظاهرة الإعلام التفاعلي والسعي إلى بحث الجوانب غير المبحوثة وإعطاء التوصيفات والتفسيرات الإعلامية وآثارها الاجتماعية على الجمهور.
2. ضرورة تغيير السياسات الحكومية حيال تطبيقات الإعلام التفاعلي والنظر إلى هذه التطبيقات بالجدية النظرية والعملية اللازمتين.
3. ضرورة تأسيس مراكز بحثية تعنى ببحث الظاهرة وكيفية توجيه الجمهور إلى الطريقة المثلى للتعامل مع هذا النمط الجديد من الإعلام.
4. العمل على توعية الجماهير من غير المحترفين إلى كيفية استخدام هذه الوسائط وتجنب الوقوع في فخ الشائعات والتشهير والتزام أخلاقيات النشر لدى الأفراد والمؤسسات كافة.