Abstract:
إن غرض كل كلام هو اقتفاء أثر المعنى الذي تؤديه الكلمة في سياق تركيبها ،ومعنى ذلك انه ليس
الغرض بنظم الكلم أن تتوالى ألفاظهافي النطق ،بل هو تناسق دلالتها وتلاقى معانيها على الوجه الذي
يقتضيه العقل .
لذلك تتجلى خصوصية الأسلوب فياختيار الكلمة الدقيقة السائغة في التركيب لتؤدى معنى ليس منفصلا
لذاته بل معناها في الجملة التي تقع فيها . فيرجع صحة النظم إلى علم النحو و أحكامه في تركيب الجملة
،ثم ربطها بجمل أخرىتتنوع بين الجملة الاسمية والفعلية بحسب الأغراضيقومالضمير فيها بدور الرابط .
إن معظم الدراسات التي تناولت الضمير تناولته من حيث وضعه وأنواعه وأقسامه باعتبارات مختلفة ،
ولم تنظر إليه في سياقه التركيبيلأداء مهام بعضها يتعلق بالسياق والآخر يتعلق بالمتلقي. فانتشار الضمائر
بصورة عامةفي الكلام العربي وفى سورة محمد ويوسف بشكل خاصقد احدث نغماً صوتياً جذاباًبإيقاع
لاتحس معه مللاً بل يزيد من سكينة النفس ولاينفصل المعنى عنها .
إن التركيز على الضمير سواء كان في الأسلوب القصصي أو النص المجرد أمر له مدلوله الذهني ما
يجعل السامع في حالة نشاط عقلي دائم . لذلك فإن هذه الدراسة جاءت لتبين دور الضمير
فيإثارةانتباهالمتلقي و لتجيب عن أسئلة أين موضع الإثارة؟ أهي في بنية الضمير أم هي في كونه أداة
ربط؟ من خلال استنطاق بعض النصوص من سورة محمد ويوسف. ونهدف من ذلك استخدام هذه
الخاصية في تنمية القدرات العقلية لدى الناشئة والعامة على حد سواء والمنهج المتبع في الدراسة المنهج
الوصفيالتحليلي مع دراسة بعض النصوص ومن ثم الاستنتاج ( ذلك أن كل عنصر في بنية النص يمثل
جزءاً في بناء دلالته، سواء كان عنصراً صوتياً أم صرفياً أم نحوياً) 1(حماسة محمد- 2005 ) وخلصت إلى
نتائج منها أن مايختص به الضمير من البناء والجمود أمر مثير للانتباه ذلك أن بنيته تثبت على صورة
واحدة غير متغيرة، متكررة مع ثبات معناه ودلالته . فإنه لايتأثر بالعوامل المختلفة فالجمود والبناء
والاختصار ، وإزالة الالتباس ، جعلت التركيب بعيداً عن التعقيد الذي يثير غضب السامع فالراحة النفسية
ينتج عنها إثارة الانتباه ومن ثم التركيز على المعنى .
أن جميع الضمائر تتضمن معنى الإشارة التيينعدم معها الالتباس ويتحدد المعنى بحسب حالة المتكلم وقربه
منه فينتج عنه التركيز.