Abstract:
تناولت هذه الورقة موضوعاً في غاية الأهمية، إذ يتم البحث فيها عن رأي ابن عباس في الخوض في معنى آيات الصفات الواردة في حق الله تعالى، حيث إن هذه المسألة يترتب عليها معرفة موقف السلف من آيات الصفات؛ وذلك لما لشخصية ابن عباس من أهمية بالغة في علم التفسير، وقد تم البحث عن الأخبار المروية عن ابن عباس في تفسير لفظ الوجه الوارد في قوله تعالى:{ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (115)} [البقرة : 115]، وتم حصر هذه الآخبار ودراسة أسانيدها والحكم عليها من حيث الصحة والضعف، وكذلك دراسة المتن ومناقشته بما ورد في كتب المفسرين المشتهرة. وقد خلصنا فيها لنتائج و هي: أن شخصية الصحابي الجليل عبد الله بن عباس من الشخصيات المهمة في علم التفسير. وأن التأويل عند المتقدمين هو بيان اللفظ سواء كان بالمعنى الظاهر أو بالمعنى المحتمل، وليس ما اشتهر عند المتأخرين أنه صرف اللفظ عن ظاهره لمعنى محتمل. وأن التأويل – بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره – لآيات الصفات جرى الخلاف فيها بين الفرق الإسلامية، وكلهم يستدلون بالكتاب والسنة وآثار السلف، وثبت عن ابن عباس صرف لفظ الوجه عن المعنى المتبادر للذهن – وهو العضو المعروف – إلى معنى آخر، وهو اتباع أمر الله باستقبال القبلة المؤدي لرضا الله. وأهم التوصيات التي خرجت بها هي: قيام دراسة كاملة لجميع الروايات التي وردت عن ابن عباس في معنى آيات الصفات للخروج بموقف قاطع لحبر الأمة من هذه المسألة.