Abstract:
تتناول هذه الدراسة مسألة في غاية الأهمية، ألا وهي: بعض البدع التي يقع فيها بعض المسلمين أثناء تواجدهم بالمساجد،
شملت بعض بدع الوضوء، والأذان، والإقامة.فرغم اهتمام العلماء بموضوع البدع عامة، إلا أنهم لم يخصوا بدع الوضوء
والأذان والإقامة بمؤلف، فبقي هذا الموضوع متناثرا في ثنايا الكتب مع أهميته، فرغبت في جمعه، فَجمعتُه سالكا في ذلك
المنهج الاستقرائي الوصفي.والهدف من جمعه، هو اجتناب البدع المشار إليها، إذ أن رواد المساجد يسعون للثواب، والبدع
جالبة للوزر. فَبيَنت الدراسة اختلاف العلماء في انقسام البدعة في الشرع إلى حسن وقبيح، وأن الراجح هو: أنه لا توجد
في الدين بدعة حسنة، وأن حكم البدعة في الشرع التحريم، مع ذكر الأدلة على ذلك. كما بيَنت الدراسة أيضا معنى العبادة ،
وكيفية الابتداع فيها، والفرق بين البدع والمصالح المرسلة، ومن أبرز ذلك أن البدع فيها التضييق والحرج على المكلفين،
بينما المصالح المرسلة فيها التخفيف ورفع الحرج عن المكلفين.ووضحت الدراسة كذلك أن البدع كالمضادة للمصالح
المرسلة، وأن البدعة في الشرع مخالفة لقواعد الدين وأصوله، والقرآن والسنة، وإجماع سلف هذه الأمة، وأن مخالفة
المكلف للشرع في هيئة العبادة، أو كمها، أو زمنها، أو مكانها، أو سببها، أو جنسها، توقعه في الابتداع .
ومن أهم النتائج أن الزيادة أو النقصان بحيث يكون الباعث على النقصان هو التدين في العبادات المحضة، أو تغيير
كيفيتها، يعد بدعة، وكذا التنطع في تطبيق العبادة، وأن الأصل في العبادات الحظر إلا ما شرعه الشارع. وأن من بدع
الوضوء: التلفظ بالنية عند ابتداء الوضوء، وغسل الأعضاء أكثر من ثلاث، ومسح الرقبة. وأن من بدع الأذان: الصلاة
على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جهرا قبل الأذان الأول وبعده ، في أذان الفجر من بعض المؤذنين، والتعوذ والبسملة
قبله، والتذكير والتسبيح والمواعظ قبل أذان الفجر. وأن من بدع الإقامة: الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
قبلها جهراً، وقول بعض المصلين أثناء إقامة الصلاة: "أقامها الله وأدامها"، وقول بعضهم بعد الانتهاء من إقامة الصلاة
مباشرة: نعم لا إله إلا الله. أو : حقا لا إله إلا الله، وقول بعضهم بعد إقامة الصلاة: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك.