Abstract:
دراسة تأثير المواقع الالكترونية السودانية على المتلقِّي السوداني جاءت في ظل تطوّرات متصاعدة في السودان، وتحوُّل في التعاطي مع الإعلام بعد أن طرأت عليه تغييرات تكنولوجية، وتحوَّل من إعلام المجموعات إلي إعلام الأفراد ومن سيطرة الحكومات والمؤسسات إلي سلطة الأفراد الذين توفرت لهم حرية واسعة وتقنية عالية في نقل المعلومة بسرعة ويسر.
وهدفت الدراسة إلي التعرف على طبيعة المواقع الالكترونية موضوع الدراسة والسياسة الإعلامية التي تنتهجها والأهداف الظاهرة والمستترة التي تسعي لتحقيقيها. وبالتالي التعرّف على المصادر التي تعتمد عليها والمعايير التي تنتقي بها الأخبار والمعلومات، ومدى التزامها بالموضوعية والمصداقية عند تناولها للأحداث. كما هدفت إلي التعرف على مكونات مجتمع الدراسة بعد التغييرات التي طرأت على الإعلام ودخول التكنولوجيا الجديدة، بدراسة تأثيراته الاجتماعية والثقافية والسياسية، واستخدمت نتائج الأهداف أعلاه للتعرف على تأثيرات هذه المواقع على المتلقِّي السوداني ومستوى هذه التأثيرات سواءً المعرفية أو التأثيرات في المواقف أو التأثيرات في السلوك.
واستخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي متبعاً أسلوبي المسح وتحليل المضمون، في الثاني قام بتحليل محتوى ما تناولته المواقع موضوع الدراسة في صفحاتها الرئيسة خلال العام 2014م، أمّا أسلوب المسح فاختار 185 (فردًاً) كعينة من مجتمع دراسته الذي حصره في الفئات ذات الصلة والاهتمام بالتكنولوجية الجديدة وتمثّل قادة رأي في المجتمع السوداني
وتوصلت الدراسة إلي أنّ الجمهور الذي يتابع المواقع موضوع الدراسة هم من الشباب، ويتابعها بدافع سرعتها والحرية التي تتوفر له في تلقِّي المعلومات ونشرها، ويعتبرها موضوعية وصادقة فيما تتناوله. وأظهرت الدراسة أنّ الجمهور يتفاعل مع ما تتناوله بأساليب وتعبيرات متعددة، وتبين أنّ 83.6% منهم يتخذون موقفاً مما تتناوله، واتفقوا على أنّها تعمل على بناء صور ذهنية لديهم عن الموضوعات التي تتناولها، وأنّها زادت من تحصيلهم المعرفي. واتبعت عند تغطيتها للأحداث أشكالاً متعددة سعياً لتحقيق وظيفة الإخبار بصورة أساسية بجانب وظائف أخرى، ووفقاً لمعايير الصراع والإثارة والشهرة والمسئولية الاجتماعية والبُعد الإنساني، معتمدة على الصحافة السودانية كمصدر أساسي بجانب بعض المصادر الأخرى. وخلُصت الدراسة إلي أنّ للمواقع تأثيراً على المتلقِّي السوداني يتفاوت بين التأثير المعرفي والتأثير في الموقف والتأثير في السلوك.
وأوصت الدراسة بتوسيع دائرة الإعلام الجديد وزيادة نسبة جمهوره بتوفير التكنولوجيا الجديدة وتيسير الوصول إليها تقنيةً وتدريباً. والاستفادة من الفرص التي تتيحها للثقافات المحلية بطريقة ايجابية بعيداً عن العصبية المتشددة والانتماءات الضيقة.