Abstract:
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم ، والصلاة والسلام على النبي الأكرم، وعلى آله وأصحابه وأحبابه، ومن عمل بسنته إلى يوم البعث الأعظم أما بعد …
فإن صناعة المنسوجات فن جميل وصناعة قديمة، كان و ما زال انتشارها واسع في كثير من بلدان العالم. وقد تطورت هذه الصناعة تبعا للتقدم العلمي والصناعي وتزايد الاهتمام بها مع النمو الحضاري .وعلى الرغم من اكتشاف صباغة المنسوجات منذ زمن بعيد إلا أن التقدم في هذا الميدان يرجع إلى المائة عام الأخيرة فقط .ولقد تعلم الإنسان في الأزمنة القديمة أن يستخلص الصبغات من المصادر الطبيعية، ومن أمثلة هذه الصبغات النيلة وصبغة الحناء، وقد أعطت هذه الصبغات نتائج مدهشة ظلت كما هي سنوات ليست بالقليلة دون أن يطرأ عليها أي تغيير .وتعد تكنولوجية الصباغة والطباعة على الأقمشة سرا من الأسرار لايمكن الوصول إليها، إنما يورثه الآباء للأبناء ،فهو ثروة علمية واقتصادية لتأمين حياة الأبناء، لهذا كانت هذه الصناعة تتعرض فترات للاندثار، كما كانت تزدهر في أوقات أخرى، وفي ظل النهضة الحديثة أزيح الستار عن كثير من هذه الأسرار أو بعض منها بدراسة الحضارات القديمة وتحليل الأقمشة من المخلفات الأثرية للوقوف على خاماتها وصبغاتها .وهكذا ربطت حلقات التاريخ وتم التدرج في هذه الصناعات الى يومنا هذا.
لعل الجهد المبذول فى هذا الكتاب سيركز على ربط اللون كظاهرة ذات تأثيرات طبيعية وسيكولوجية وعلمية مع العمليات الصناعية التي تستخدم اللون فى إضفاء اثر ايجابي على أسطح مختلفة مثل المنسوجات والبلاستيك وغيرها.
سيتم التعرض لتعريف الألوان من أوجه نظر متعددة ثم التطرق لاستخدام الألوان فى عملية الصباغة التي يمتد تاريخها خمسة ألف عام. سيتم طرح أنواع الصبغات و طرق تصنيفها وطرق تركيبها ثم طرق تطبيقها.
نأمل ان يكون هذا الجهد مفيداً لأبنائنا الطلاب على وجه الخصوص والعاملين فى حقل التلوين بشكل عام.
والله من وراء القصد