مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات الحضارية للشباب

Abstract

انبنى البحث من واقع تعيشه المجتمعات الآن من خلال إستخدامها وتوظيفها للتكنولوجيا الحديثة ووسائلها، وبالتالي شأنها شأن جميع الوسائل الإعلامية التي تؤثر في المجتمعات تأثير ا واضح ا وسريع ا ، ومواقع التواصل الاجتماعي ولما لها من تأثير قوي على المستخدمين وخاصة على شريحة الشباب تلك الشريحة التي تواكب العصر الذي شهد مولد هذه المواقع والتي وجدت عنده إقبالا وتداولا ، ونسبة لأهمية هذه المرحلة العمرية في تأثيرها على المجتمع والإسهام في بنائه وتعميره، قامت الباحثة بدراسة حالة الشباب السوداني للوقوف على حجم إستخدامه وتوظيفه لها وتأثيرها عليه، ولما يمكن أن تسببه في إحداث تحو لفي أشكال المجتمعات وسلوك أفرادها ، تماشي ا مع وسائل العولمة التي ساعدت عليها مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، وبالتالي تكون مؤشر ا ودلالة لتحول حضاري لمجتمع جديد ت ضفي عليه سمات جديدة، قد تتسبب في إخفاء كثير من سمات عقيدته وأعرافه وتقاليده الأصل. وقد إشتمل البحث على جانبين النظري والتطبيقي ،إستخدم فيهما المنهج التاريخي والمسحي وصف ا وتحليلا . تع ر ض البحث لنشأة وتطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ومفهوم وخصائص وتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، والتع ر ض للشباب لما لهذه المرحلة من أهمية في حياة الإنسان، ومفهوم الغزو الفكري والثقافي وحدوثه في المجتمع المسلم من خلال ما تحدثه وسائل التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي التي أفردت مساحات الفضاء فيها المجال لإلغاء الحدود الجغرافية وبالتالي نقل المجتمع إلى مجتمع آخر يحمل سمات جديدة.وجاءت الدراسة الميدانية التي شملت عينة من الشباب السوداني) 1004 شاب وشابة(، في محاولة لتقصي دور الشباب عن تأثيرات هذا الإستخدام لقراءة ما يمكن أن يكون عليه المستقبل في شباب المجتمع السوداني ، وقد خلص البحث لعدة نتائج أهمها اسهام المواقع في زيادة الكفاءة المهنية والنجاح الوظيفي، تأثير مواقع التواصل على الهوية الوطنية وذلك من خلال دورها في تعزيز ثقافة الإنفتاح مع الآخر والتسبب في عولمة المجتمعات، ومساهمتها في زيادة مساحة التطرف الديني في المجتمع ، كذلك خ ل ص البحث إلى توصيات ومقترحات أهمها: أن على مؤسسات التربية توظيف الوسائط الإلكترونية لترقية الأداء الأكاديمي والتعليمي والمعرفي، كما أن عليها أن تولي اهتمام ا بالشباب في وضع الخطط الإستراتيجية الداعمة للتنمية والتطوير ، وإنشاء مواقع إلكترونية لتعزيز الهوية الوطنية والتوعية وتحذير الشباب من مخاطر الإدمان الإلكتروني.