Abstract:
إن الحاجة الجمالية هي حاجة أساسية عند الإنسان، وهي عملية عامة وشاملة تأتي في سائر المجتمعات الإنسانية مكملة ومتممة للحاجات الانتفاعية التي يحتاجها الإنسان لممارسة نشاطاته الحياتية، كالمأكل والمشرب، وجميع الغرائز التي أوجدها فيه ربنا سبحانه وتعالى، والتي تحتاج إلى التغذية، مادية كانت أو معنوية .
والإحساس بالجمال هو أحد هذه الغرائز، متوفر عند كل الناس ، ولكن بدرجات متفاوتة تعتمد على المكونات النفسية والثقافية عند كل إنسان، وهو غريزة متغلغلة في النفس البشرية، والسلوك الإنساني في مراحله المختلفة في الحياة،يتركب من مجموع الاستجابات لمواقف مختلفة ومتنوعة ،وكل استجابة من هذه الاستجابات سواء كانت إيجابية أوسلبية، تتضمن ممارسة الإنسان لقدرته وإدراكه.
وبالنظر إلى التفاعل مع الجمال في الإسلام، نجد أنه حركة معرفية يرقى بها الإنسان في أي زمان ومكان إلى الكشف عن أسرار الخلق والاستزادة من العلوم والمعارف لينتهي إلى معرفة الخالق جل شأنه، وإدراك عظمته سبحانه وتعالى. والوعي الجمالي الإسلامي هو وعي للتفكر والتأمل، يقودنا إلى الجانب الثاني من الجمال وهو الجانب الإيماني. وهكذا تغدوا الحاجة الجمالية عند المسلم حاجة ايمانية أساسية مرتبطة بحياة المسلم الروحية والعملية .