Abstract:
ظلت الإبل تشكل - على مر العصور - مورد الرزق الأول لإنسان الصحراء في مختلف أنحاء العالم خاصة في قارتي آسيا وأفريقيا. علاوة على ذلك فقد كانت الإبل وسيلة الإنتقال الأولى وفي بعض مناطق العالم، الوسيلة الوحيدة المتاحة لإنسان تلك المناطق. لقد استطاع الإنسان باستخدام الإبل ليس فقط الترحال وحمل الأثقال والتجارة، بل للغزو والسياحة وطلب العلم في أماكن نائية عن موطنه. كما استخدمها في حرث الأرض ورفع الماء للري و السقيا. ولا زالت أنماط عدة من هذه الاستخدامات موجودة حتى اليوم في العديد من البلدان.
الإبل هي الحيوان الوحيد الذي يُشرب لبنه ويُؤكل لحمه ويُركب ويُحمل عليه وكذلك تستخدم جلوده وأوباره إذ لا يوجد حيوان من بين الكائنات الحية تضاهي فوائده للإنسان ما للإبل من فوائد.
برزت الحاجة للاستفادة من الإبل مع تزايد أعداد السكان في العالم، وحاجتها لللحوم، والأراضي لغرض التنمية والتوسع السكاني، يضاف إلى ذلك تأقلم الإبل على البيئة الجافة – قليلة الجدوى التنموية – ومقدرتها على استغلال المساحات الشاسعة من هذه الأقاليم ذات المردود الإقتصادي الضعيف. لكل ذلك ندرك أن للإبل موقفاً متميزاً في منظومة التطور والنمو ويتعاظم هذا الدور مع إزدياد العوامل المذكورة، ويتضح أكثر بفضل فعاليات البحث العلمي التي تساهم باطراد في فهمنا لخصائص هذا الحيوان الفريد. كذلك تقدم معطيات البحث العلمي حلولاً للعديد من مشاكل تربية الإبل في شتى المجالات.