Abstract:
تتعلق طبيعة فن العمارة بالتصور، أو التصميم، والإدراك، أو البناء، لمجموعة من المتطلبات. قد تكون هذه المتطلبات وظيفية في طبيعتها، أو عاكسة لمتعلقات اجتماعية، اقتصادية، سياسية أو حتى رمزية. وعلى كلٍ، فهناك دائماً مجموعة من الحالات أو المسائل غير المقنعة يراد تحويلها إلى مجموعة حالات مقنعة أو حلول. وهنا نستطيع القول بأن عملية الإبداع المعماري هي من نوع الإشكال - المسألة والحل - أو التصميم كعملية.
الخطوة الأولى والحاسمة في فن وتقنية العمارة هي إبراز المسألة المراد إيجاد حل لها بحيث يتم التعرف جيداً على الحالة الراهنة، ثم معرفة المحتوى العام وتجميع البيانات المتعلقة بهذه المسألة. وهذه الخطوة مهمة جداً؛ لأنها هي التي تساعد في تقديم التصور الأولي للموضوع أو المسألة المعروضة أمام المعماري.
والعمارة بوصفها نوعاً من أنواع الفنون لا تفي بالمتطلبات البنائية الوظيفية فحسب، بل يتعدى نهجها إلى شتى الأنشطة الإنسانية الفلسفية، والفنية والجمالية، وذلك باستخدام عنصري التكوين والفراغ الماديين، مع توظيف الأسس والقواعد الخاصة بالتصميم والبناء المعماري.