Abstract:
أدى الدور المهم الذي تلعبه المنظمات والمؤسسات والمتمثلة فيما تقدمه لنا من سلع وخدمات الى أهمية دراسة وفهم سلوك الأفراد الذين يمثلون عنصر أساسي من عناصر التنظيم . وبما أن العنصر الأنساني في اي مؤسسة هو العنصر الاساسي و الحيوي في ممارسة أنشطتها و تحقيق اهدافها و استمراريتها ، لذلك فهو يشكل القاعدة الاساسية لمجال السلوك التنظيمي لتحسين مستوى الإدارة و جعل الأفراد و الجماعات أكثر إنتاجية و أكثر رضا عن العمل و رفع الكفاءة التنظيمية و تطوير الأداء الوظيفي بمؤسساتنا ..
تم اختيار وزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم كواحدة من مؤسسات التنمية في المجال الهندسي كنموذج للدراسة لمعرفة كيفية الاستفادة من مختلف مجالات السلوك التنظيمي بصورة عملية في تطوير الادراة ، ورفع مستوى الاداء ، والكشف عن أسباب و معوقات الرضا الوظيفي للعاملين بها .
تمثل مجتمع الدراسة في كافة العاملين بالادارات الهندسية المختلفة بالوزارة من مدراء إدرات ، ورؤساء اقسام ، ومهندسين.الطريقة التي تم إتباعها في اختيار العينة هي طريقة العينة العشوائية الطبقية ، حيث تم توزيع الحجم الكلي للعينة على سبعة طبقات تمثل العاملين برئاسة الوزارة و افرعها ، اما الاداة التي تم استخدامها في جمع البيانات هي الاستبيانات حيث تم تصميم استبيان مكون من ثلالثة اقسام ، كل قسم يحتوي على مجموعة من الأسئلة موجهة للعاملين بصورة مباشرة للاستفسار منهم عن مشاعرهم وآرائهم تجاه العديد من القضايا المتعلقة بانفسهم وأعمالهم والمؤسسة ككل . تم استخدام برنامج التحليل الأحصائي (SPSS) في تحليل البيانات و إظهار النتائج النهائية وتعميمها على مجتمع الدراسة.
من أهم النتائج التي توصل إليها البحث معرفة الأسباب التي تؤدي للإحساس بعدم الرضا بين أواسط العاملين وكان اهمها : عدم إتاحة الفرصة للتجديد والابتكار من خلال الأداء الوظيفي ،نظام الترقيات بالوزارة غير مرضي ، حرية الرأي غير متاحة بالوظيفة ، ظروف العمل و البيئة المادية غير ملائمة ، أسلوب الإشراف و التوجيه من قبل الإدارة على العاملين غير مرضي عدم وضوح الهيكل التنظيمي بالوزارة ، المهام الوظيفية متغيرة من وقت لاخر ، بطء عملية الاتصالات بين الجهات المختلفة داخل و خارج الوزارة ، ضعف عملية التنسيق وتبادل المعلومات بين الإدارات المختلفة داخل الوزارة ،عدم العدالة في توزيع الحوافز ، عدم توفر وسائل لاكتساب الخبرة والاعتماد على الاجتهاد الشخصي في أغلب الاحيان ، عدم وجود نظام محدد لتوزيع الفرص للتدريب على العاملين عدم وجود نظام فعال لتقييم الأداء الوظيفي بالوزارة .
إن نجاح المؤسسة مرهون بنجاح تفعيل العنصر البشري وتحسين أدائه، عليه فمن واجب الإدارة أن لا تركز في علاقتها مع العاملين على بلوغ أهدافها الرسمية فقط أو أداء الواجبات الوظيفية فحسب ، على الرغم من تعدد المتغيرات التي تؤثر في هذا السلوك الإنساني من ناحية، ولعدم استقرار هذه المتغيرات المؤثرة فيه من ناحية أخرى، و لكنها يجب ان تركز في نفس الوقت على الفرد و شخصيته ومحاولة إشباع حاجاته المتمثلة في خلق ظروف عمل جيدة ، و إتاحة الفرص أكثر للتجديد و الابتكار ، و فرص إبداء الرأي ، العدالة في توزيع الحوافز ، إتاحة الفرص للمشاركة في اتخاذ القرارات وغيرها . حيث أن العنصر الأنساني في اي مؤسسة هو العنصر الاساسي و الحيوي في ممارسة أنشطتها و تحقيق اهدافها و استمراريتها.
" السلوك التنظيمي عبارة عن هيكل لنظام اجتماعي يتكون من جماعات و أفراد يعملون معاً لتحقيق أهداف متفق عليها ، مثل انتاج سلعة أو تقديم خدمة من اجل الربح