Abstract:
اللهم لك الحمد في الأولى والآخرة ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد حتى ترضى، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله.
أقدم هذا الكتاب بعنوان أحكام المعاملات الشرعية موضوعه فقه المعاملات على أمل أن أكون أضفت شيئاً يسيراً للمكتبة الإسلامية... فالهدف من هذا الكتاب:
1. حاجة هذا المجتمع للفقه في المعاملات المالية بعد التحول الذي حدث في أسلمة الجهاز المصرفي خاصة وتطبيق النظام الاقتصادي بصفة عامة.. فالأفراد يحتاجون لذلك لمعرفة الحلال والحرام، والمؤسسات لمن يقف ليديرها.. فكل من لا يفقه عليه ألا يبيع في سوقنا.
2. ربط الطالب بالقيم الأخلاقية في الإسلام... فالترابط بين القيم الاقتصادية والقيم الأخلاقية يمتاز به النظام الإسلامي لأن الاقتصاد يقوم على دعامتين هما العمل والمال وذلك حتى يظل المال في حدود إطاره الطبيعي ووظيفته الصحيحة في المجتمع دون أن ينقلب سجاناً للعمل على حد تعبير المفكر الجزائري "مالك بن نبي": ونظرة الإسلام إلى المال مشتقة من العقيدة الإسلامية التي تقرر أن كل شيء في الوجود إنما هو ملك لله المعبود.
3. تزويد الطالب بأحكام المعاملات فهذه المادة ليست مادة تخصص – لذا جاء الكتاب سهلاً مبسطاً يقدم معلومة مفيدة لطالب الدراسات التجارية عامة وطالب الدراسات المصرفية والتأمين خاصة لينتفع بها في دينه ودنياه.
4. بعد أسلمة الجهاز المصرفي زادت حاجة المصارف لخريجي الجامعات الإسلامية ونحن بتقديمنا لهذه المادة في كليتنا نسعى لزيادة فرص المنافسة في سوق العمالة لخريج هذه الكلية فهو بحمد الله يمتاز بالكفاءة والأمانة والثقة ومؤهل علمياً وعملياً وله سمعة حسنة في هذا السوق.. فلعل الله يريد به خيراً "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ورب حامل فقه ليس بفقيه.
5. يجب على كل مسلم أن يكون بيعه وشراؤه، وطعامه وشرابه وسائر معاملاته على السنة، فيأخذ الحلال البيّن ويتعامل به ويجتنب الحرام البيِّن ولا يتعامل به، أما المشتبه فينبغي تركه حماية لدينه وعرضه ولئلا يقع في الحرام.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ الحلال بيّن، وإنّ الحرام بيِّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن أتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً فطلب العلم واجب وفريضة على كل مسلم لذا نجد أن العلم بأحكام البيع والشراء "التجارة" واجب على كل من تصدى للكسب والسعي في طلب الرزق حتى تكون معاملاته صحيحة وبعيدة عن الفساد فقد روي أن عمر رضي الله عنه كان يطوف بالسوق ويضرب بعض التجار بالدرة ويقول: (لا يبيع في سوقنا إلا من يفقه، وإلا أكل الربا شاء أم أبى.)