Abstract:
يصنف هذا البحث واحدا من بحوث الأثر، وموضوعه هو أثر الدراما التلفزيونية في ثقافة المجتمع السوداني، وقد اختيرت ولاية الخرطوم لتكون مجتمعا للدراسة لأنها تمثل السودان على مختلف مستوياته الإثنية والاقتصادية والسياسية وأنماط عيشه وعمرانه. كما اختير العامان 2009-2010م حدودا زمنية للبحث؛ باعتبارهما عامين شهدا بداية ضمور إنتاج الدراما التلفزيونية السودانية، وزيادة تدفق الدراما التلفزيونية الوافدة. يعالج البحث موضوعه مستخدما المنهج الوصفي التحليلي بجانب التاريخي متى ما لزم ذلك، واعتمد الملاحظة والاستبانة والمقابلة كأدوات له.
يستمد البحث أهميته من محاولته الإسهام في حل مشكلة الدراما التلفزيونية التي أصبحت تحاصر الإنسان عامة، والسوداني خاصة، ويهدف إلى معرفة الواقع الحقيقي لمشاهدة الدراما التلفزيونية في مجتمع البحث، ومعرفة رأي المشاهد. كما يهدف إلى معرفة كم ونوع وحجم آثار مشاهدة الدراما التلفزيونية، على مختلف شرائح المجتمع السوداني، باعتماد متغيري النوع والفئات العمرية؛ وبقصد اقتراح استراتيجية للتعامل مع الواقع الراهن والمستقبل.
يحتوي البحث على الفصل التمهيدي وأربعة فصول. يتناول الفصل الأول موضوع الإنسان بين الدراما والاتصال، ويستعرض علاقة الاتصال بالإنسان. كذلك يكشف عن أثر الاتصال في واقع الحياة، وينتهي بالتعريف بالدراما وأنواعها. الفصل الثاني يعالج قضية اجتماع الدراما والصورة في التلفزيون، ويتحدث عن التلفزيون ودوره كوسيط ناقل للدراما التلفزيونية، وعن الدراما التلفزيونية وتأثيراتها الحاسمة، سلبا وإيجابا.
الفصل الثالث يختص بالدراسة التطبيقية، ويقدم حصرا إحصائيا لوسائط المشاهدة المتاحة في ولاية الخرطوم، ولكل الدراما التلفزيونية التي بثت، من كل هذه القنوات خلال عامي2009-2010، من خلال جداول برامجها المعلنة.
بعد ذلك يتناول نفس الفصل إجراءات الدراسة الميدانية التي أجراها الباحث؛ مستخدما أداة الاستبيان عبر المسح بالعينة، ويقدم تحليلا وتفسيرا للجداول الإحصائية ويختبر فرضيات البحث، إضافة لنتائج المقابلات والمقارنات مع نتائج الدراسات السابقة.
الفصل الرابع يكشف عن النتائج التي أوضحت أن الدراما التلفزيونية؛ لها آثار إيجابية كثيرة، يتمثل بعضها في رفع درجة الوعي والمعرفة، ودعوتها للقيم الإيجابية وترابط الأسرة وتقديم التسلية، التي تعمل على توازن الفرد وتجديد روحه وطاقاته. كما أن لها آثاراً سالبة تتراوح ما بين ضعف التحصيل الأكاديمي وتقليل النشاط الحركي وتخويف الأطفال ليلاً والتدخين وتعاطي المخدرات والسرقة والعلاقات غير الشرعية والقتل. كما أن لهذه الدراما التلفزيونية مشاهدة عالية في مجتمع البحث، تبلغ ثلاثة أضعاف الذين لا يشاهدونها، وأن كم الدراما التلفزيونية غير السودانية التي أتيحت للمشاهدة في ولاية الخرطوم، خلال عامي البحث 2009-2010م؛ كثيفة لدرجة تستحق الانتباه. يقترح البحث عدة توصيات أهمها؛ ضرورة إعطاء الأمن الثقافي أولوية في اهتمامات الدولة والمجتمع، وإعلان الدراما التلفزيونية السودانية مشروعا وطنيا، على رأس الأمن الثقافي، لضمان إنتاج واستمرار البديل الوطني، والتعامل مع الدراما غير السودانية على وعي ودون قطيعة، مع تنظيم المشاهدة العائلية لها، ونقدها نقدا موضوعيا وكاشفا.