Abstract:
تناول هذاالبحث تقييم العلاقات الاقتصادية بين السودان والصين في الفترة من 1990-2013م في المجالات التي تطورت من خلالها تلك العلاقات وهدف البحث إلى التعرف على أثر الاستثمارات النفطية الصينية بالسودان و أثر المساعدات المالية الصينية المقدمة للسودان وأثر التجارة الخارجية بين البلدين في تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكانت أهم افتراضات البحث وجود علاقة ايجابية بين تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبين الاستثمارات الصينية في مجال النفط وكذلك وجود علاقة إيجابية بين المساعدات المالية الصينية المقدمة للسودان وبين مشاريع التنمية في السودان اعتمدت الدارسة على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي والمنهج الاستنباطي وقد تم تصميم نموذج لتحليل فرضيات البحث ومدي مطابقتها للنتائج . وأهم النتائج التي توصل لها البحث تمثلت في أن النفط هو العمود الفقري الذي تقوم عليه العلاقات الاقتصادية السودانية الصينية ، وأن المساعدات المالية الصينية المقدمة للسودان قد حققت التنمية بالرغم من الضغوط السياسية والاقتصادية المفروضة على السودان لحاجة الصين للنفط السوداني لسد حاجتها من الطاقة التي يقوم عليها اقتصادها متسارع النمو ، وأن الضغوط الأمريكية أفلحت في فصل جنوب السودان الغني بالنفط مما أدي إلى إضعاف العلاقات السودانية الصينية في جانب التجارة بين البلدين التي أصبح النفط ضمن سلع الصادرات السودانية إلى الصين .ووفقاً للنتائج السابقة فقد توصل البحث إلى توصيات تمثلت في أنه لا يجب اعتبار الصين بديلاً استراتيجياً للسودان لتعويض خروج الاستثمارات الأمريكية والغربية بل يجب أن يبني مستقبل العلاقات بين البلدين على أساس التوازن في الاستثمارات النفطية والتجارة مع الصين من جهة ومع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من جهة أخرى . كما أوصي البحث أن يتخذ الجانب السوداني الاستثمارات النفطية الصينية وسيلة لتوجيه المساعدات المالية في المشروعات التي تحد من الفقر كالمشاريع الزراعية والمشاريع التي تركز على بناء القدرات ونقل التكنولوجيا كما أوصي البحث بوقف التعامل مع القروض الربوية سواءً كانت من الصين أو من الدول المانحة الأخرى والتي تزيد من عبء الدين الخارجي كما اوصى البحث بدراسة مستقبل علاقات السودان الإقتصادية مع الصين بعد إنفصال الجنوب.