Abstract:
كان كل ذلك يحدث دون أن يحرك أحدٌ ساكناً . بدا الأمر كما لو أن الجميع قد دخل حالة غيبوبة . أما والدي فكان يرى أن الناس قد أغواهم فضل الله ، فالتحق بعضهم برجاله ، ظناً أن ذلك سوف يضمن لهم عًيشاً أفضل . حاول والدي أن يتصدى لدعايتهم ، ولكن الأمر كان صعباً. وقال مازحاً: "ليس لدي أي مسلحين ولا إذاعة أف أم"، بل لقد واتتة الجرأة ذات يوم وقرر الذهاب إلى قرية (الملا راديو) ليلقى كلمة فى مدرسة، واجتاز النهر في صندوق معلق عبر بكرة نستخدمها بديلاً عن الجسور. وفي طريقة إلى القرية رأى عمود دخان أسود يتصاعد لأعلى حتى لامس السحاب، ولم يكن قد رأى فى حياته دخاناً أشد سواداً من ذلك. ظنه في أول الأمر ينبعث من مصنع للطوب الأحمر، ولكنه عندما اقترب رأى أشخاصاً ذوي لحى وعمامات يحرقون أجهزة تلفاز وحواسيب.
وفى المدرسة قال والدي للحضور: "لقد رأيت أهل قريتكم يحرقون هذه الأجهزة، ألا ترون أن المستفيد الوحيد هى الشركات اليابانية التي ستصنع المزيد؟"جاءه شخص ما وهمس له: "لاتتكلم بهذه الطريقة أكثر من ذلك، هناك خطر" وفي أثناء ذلك، مثلما هو حال معظم الناس، لم تحرك السلطات ساكناً.
جاءه شخص ما وهمس له: "لاتتكلم بهذه الطريقة أكثر من ذلك، هناك خطر" وفي أثناء ذلك، مثلما هو حال معظم الناس، لم تحرك السلطات ساكناً.
