Abstract:
تناولت الدراسة أثر تطبيق نظام المعلومات التكلفية على جودة الإنتاج ومعايير التكلفة ، باعتبار أن جودة وتكلفة المنتج هما أهم عاملين لمقياس نجاح إدارة المنشأة لما لهم من أثر كبير على رضاء العميل .
تمثلت مشكلة الدراسة في أن بعض المنشآت الصناعية تركز على الاهتمام بجودة الإنتاج
دون قياس لتكاليف الجودة التي قد تزيد عن المطلوب وتؤثر على المركز التنافسي ، كما أن بعض المنشآت الصناعية تركز على تخفيض تكلفة الإنتاج إلى الحد الذي يخل بالجودة مما يؤثر سلباً على المركز التنافسي، وأن بعض المنشآت تواجه بمشكلة كيفية الموازنة بين تحقيق الجودة وتخفيض التكلفة ، كما وأن بعض المنشآت الصناعية ينقصها الوعي والإدراك بأهمية نظام المعلومات التكلفية للتخطيط والرقابة بتوفير المعلومات لإدارة المنشأة لأداء وظائفها بكفاءة.
هدفت الدراسة إلى تحقيق أهداف المنشأة من خلال وضع معايير الجودة والتحسين المستمر وقياس هذه المعايير ومراقبة تكاليف الجودة ، ووضع معايير التكلفة ومراقبة تكاليف المنتجات والعمل على تخفيضها بتفادي التكاليف التي لا تضيف قيمة مما يمكن المنشآت الصناعية من المحافظة على الحصة السوقية الحالية والعمل على زيادتها، وهدفت إلى زيادة الوعي والإدراك للمنشآت الصناعية بأهمية نظام المعلومات التكلفية للتخطيط والرقابة، والمساهمة في تحقيق الازدهار الاقتصادي من خلال نجاح وازدهار المنشآت التي تشكل دعائم الاقتصاد القومي.
اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي لتتبع الدراسات والبحوث السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة والمنهج الاستنباطي لتحديد محاور الدراسة وصياغة الفرضيات والمنهج الاستقرائي لاختبار فرضيات الدراسة والمنهج الوصفي التحليلي كأدوات إحصائية في جمع وتحليل البيانات.
اختبرت الدراسة أربع فرضيات : الفرضية الأولى، نظام المعلومات التكلفية يؤثر في جودة الإنتاج والتحسين المستمر من خلال وضع معايير الجودة والرقابة عليها، والفرضية الثانية، نظام المعلومات التكلفية يؤثر في ضبط التكلفة لأنه يضع معايير التكلفة التي تكفل الرقابة على التكلفة وتخفيضها بتفادي التكاليف التي لا تضيف قيمة، والفرضية الثالثة، نظام المعلومات التكلفية وسيلة فاعلة لإزالة التعارض بين مبدأ تحقيق الجودة ومبدأ تخفيض التكلفة، والفرضية الرابعة، نظام المعلومات التكلفية يمكن إدارة المنشأة من ممارسة وظائفها من خلال توفير المعلومات التكلفية اللازمة للتخطيط والرقابة واتخاذ القرار المناسب.
توصلت الدراسة إلى نتائج منها أن نظام المعلومات التكلفية من خلال أسلوب التكاليف المعيارية يساعد في وضع المواصفات القياسية للمواد الخام ويحدد انحراف الاستخدام الذي يوضح مدى الالتزام بالمواصفات القياسية المطلوبة للمواد الإنتاجية مما يمكن من ضبط جودة المدخلات ، وأن نظام المعلومات التكلفية يحقق جودة الإنتاج من خلال وضع معايير الجودة والرقابة عليها ، وأن نظام المعلومات التكلفية هو نظام المعلومات المناسب لتوفير المعلومات اللازمة لإدارة الجودة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالجودة ، وأن نظام المعلومات التكلفية يوفر المعلومات اللازمة لوضع معايير عناصر التكلفة الممثلة في المواد المباشرة والأجور المباشرة والتكاليف غير المباشرة حسب المواصفات القياسية، وأن نظام المعلومات التكلفية يمكن من الإدارة المثلى للتكاليف واستبعاد التكاليف التي لا تضيف قيمة للمنتج بما يحقق تخفيض التكلفة، كما توصلت إلى أن التركيز على تحقيق الجودة فقط دون أخذ تكلفة الجودة في الاعتبار يؤدي إلى زيادة التكلفة وبالتالي نقصان الأرباح، وأن نظام المعلومات التكلفية يساعد في تحقيق جودة التصميم ويضمن أداء العمل الصحيح من أول مرة من خلال وضع معايير التكلفة وفقاً للمواصفات القياسية بما يكفل التوافق وإزالة التعارض بين مبدأ تحقيق الجودة ومبدأ تخفيض التكلفة، وأن غياب نظام المعلومات التكلفية سبب رئيسي في فشل المنشآت الصناعية في تحقيق أهدافها.
أوصت الدراسة بتطبيق نظام المعلومات التكلفية الذي يساعد في إزالة التعارض بين مبدأ تحقيق الجودة ومبدأ تخفيض التكلفة وتحقيق التحسين المستمر، والحرص على وضع معايير التكلفة وفقاً للمواصفات القياسية لجودة المنتجات حتى لا نخفض التكلفة على حساب جودة المنتج، ومراقبة عناصر التكلفة بوضع المعايير لها حسب المواصفات القياسية وتحقيق الرقابة عليها من خلال تحديد الانحرافات وتقصي أسبابها ومعالجتها، وضرورة الاهتمام بتحليل سلسلة القيمة ومراقبة أنشطتها والتنسيق بينها حتى تضيف هذه الأنشطة قيمة حقيقية للمنتج، والتركيز على أداء العمل الصحيح من أول مرة ومراقبة التشغيل لتحقيق الجودة وتخفيض التكلفة.