Abstract:
إن جوهر هذا البحث هو تعديل السلوك الاجتماعي من خلال التلفزيون كوسيلة إتصال جماهيري. فهذا البحث يُعد من البحوث الأوائل في مجال بحث مضمون الدراما التلفزيونية السودانية وتناولها لقضية محددة هى قضية المرض النفسي. كما يُعد البحث سابقاً أيضاً في مجال ربط الاعلام بعلم النفس وتناول نظريات الاعلام التى تستهدف تعديل السلوك عند المتلقي. وقد كان محور البحث هو تناول الدراما التلفزيونية السودانية لقضية المرض النفسي والصورة التى تجسد بها الشخصيات سواءً كانت شخصية المريض النفسي أو الطبيب النفسي أو حتى الشخصيات المحيطة بالمريض النفسي في مجتمعه.
وقد أثار البحث عدة أسئلة في هذا المضمون، ومن ثم أجاب عليها بالاحصاء والحساب والتحليل، والأسئلة هى:
ما هى الصورة التى تجسد بها شخصية المريض النفسي؟
ما هى الصورة التى تجسد بها شخصية الطبيب النفسي؟
ما شكل تناول السلوك الاجتماعي للمريض النفسي؟
ما شكل تناول السلوك الاجتماعي للشخصيات المحيطة بالمريض النفسي؟
وهذه باختصار أهم التساؤلات التى بُني حولها البحث.
بما أن هذا البحث وصفي تحليلي يستهدف بحث قضية محددة من حيث الخصائص والآثار ثم تحليلها تحليلاً علمياً دقيقاً. لذا فقد عمدت الباحثة في الجزء النظري منه في إستخدام المنهج الوصفي في مناقشة التلفزيون كوسيلة إعلامية ودوره في إستخدام النظريات الاعلامية في الاقناع وتعديل سلوك المشاهد، ثم ناقشت الباحثة بذات المنهج الوصفي السلوك الاجتماعي ومفهوم الأمراض النفسية وسبل العلاج منها من حيث واقع المجتمع السوداني، ونظرة الطب النفسي لها كاضطرابات نفسية لها طرق وتقنيات علمية حديثة في العلاج.
أمّا في الجانب العملي فقد استخدمت الباحثة منهج تحليل المضمون. وأُستخدم في تحليل الصورة والشكل والمفهوم التي تتناول بها الدراما التلفزيونية قضية المرض النفسي وسبل علاجه. وقد تم ترشيح وإنتخاب عينة مختارة من الدراما التلفزيونية السودانية وفقاً لأسلوب علمى دقيق.
الجزء الأول من البحث حوى المقدمة والاطار المنهجي للبحث والدراسات السابقة. ومن ثم إشتمل البحث على أربعة فصول:
فالفصل الأول: كان مخصصاً للتلفزيون وتأثيراته والاتصال الاقناعي.
والفصل الثاني: تناول السلوك الاجتماعي والاتصال التفاعلي، ومن ثم ناقش الاضطرابات النفسية والسلوكية.
امّا الفصل الثالث: فقد ناقش دور التلفزيون في تعديل السلوك.
والفصل الرابع: كان الجزء العملي من البحث.
وقد خرجت الباحثة بعدة نتائج أهمها:
مجمل إستعراض وتناول شخصية المريض النفسي يوحي بأن هناك إنقساماً في المجتمع حول الإتجاه والنظرة الاجتماعية لشخصية المريض النفسي.
كان تناول وإستعراض شخصية الطبيب النفسي من خلال البناء الدرامي للشخصيات تناولاً سالباً لاينصف مهنة الطبيب النفسي.
ومن ثم تقدمت الباحثة ببعض التوصيات أهمها:
توعية وتثقيف العاملين في الحقل الدرامي بالمفاهيم الصحيحة والمتعلقة بالأمراض النفسية. توعية وتثقيف الاعلاميين عموماً بقضية الأمراض النفسية بصورة علمية حتى يتسنى لهم عكس هذه التوعية على الجمهور المتلقي من خلال برامجهم المختلفة.