Abstract:
تطرق هذا البحث إلى الحديث عن الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم دراسة وصفية تحليلية استنباطية بالتطبيق على حقوق الإنسان .
فتحدث البحث أولا عن الإعجاز والتشريع والحقوق والمقاصد الشرعية كمفاهيم عامة ، فجاء الحديث عن مفهوم الإعجاز في القرآن الكريم وبيان بعض وجوه إعجازه ، والحديث عن مفهوم التشريع وبيان أهميته والمبادي والأسس التي قام عليها وكيف تدرج الإسلام فيه ، ثم الحديث عن مفهوم الحقوق الشرعية وأركانها وأنواعها والمبادي والأسس التي تقوم عليها، والقيود التي فرضتها الشريعة الإسلامية على استعمال الحقوق الشرعية ،والضمانات المقررة لها ، وأخيرا الحديث عن مفهوم المقاصد الشرعية وأهميتها ومراتب المصالح الشرعية .
وخلص الحديث في الجوانب السالفة الذكر إلى الآتي :
_ أن موقف الكافرين من القرآن الكريم وتحدى القرآن الكريم لهم وبيان عجزهم هو الذي أوجد معنى الإعجاز القرآني .
_ أن الشريعة الإسلامية تقوم على أسس ودعائم قوية ، كرفع الحرج ومناسبة التكاليف والتدرج في الأحكام ، وهذه الأسس تمتاز بالمرونة والحكمة مما جعل التشريع الإسلامي صالحاً لكل زمان ومكان .
_ أن الشريعة الإسلامية وضعت إطاراً لحفظ الحقوق الإنسانية فلا حقوق بلا حدود ، اى لاحقوق مطلقة فالمسلم عليه واجب تجاه حقوق الآخرين ، عليه ألا يتجاوزها لأن في تجاوزها اعتداء عليها .
_ جاءت الشريعة الإسلامية لتحقيق عدة مقاصد أهمها المصالح الخمس الأساس " حفظ النفس، حفظ العقل ، حفظ الدين ، حفظ المال ، حفظ النسل .
وبين البحث أن القرآن الكريم أقر للإنسان بالنظر إلى كونه إنسان حقوقاً لم تعرفها البشرية قبل نزوله كحق الإنسان في الحياة وحرية الاعتقاد وإبداء الرأي والتعليم والعدالة الاجتماعية إلى غير ذلك من الحقوق فكان له في ذلك فضل السبق لجميع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية .
وفي معرض الحديث عن الرقيق اتضح أن وجود أحكام الرق في الشريعة الإسلامية لا يعني اعتراف الإسلام بالرق حيث عالج الإسلام الواقع الجاهلي المرتبط بهذه المسألة حيث يتميز منهج الإسلام في فيعتق الرقيق بميزتين هما : اختصار سبل الوصول إلى العبودية وتوسيع منافذ الحرية
وتعد حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية فللعقيدة الإسلامية أثر إيماني في استقامة حياة الناس وضمان حقوقهم المختلفة ، ولعدم الالتزام بالعقيدة الإسلامية كان له الأثر السلبي على حقوق للإنسان
واتضح من خلال البحث أن الحدود الشرعية في الشريعة الإسلامية لاتعد من أصناف التعذيب فهي كونها عقوبات شرعيه إلا أنها حملت بين طياتها ضمانات مختلفة عند تطبيقها .
كما تطرق البحث للحديث عن الربا وتبين أن المصلحة ليست دائماً في المعاملات الربوية حيث استطاعة الشريعة الإسلامية تقديم بديلاً للقروض في الجاهلية وجاءت البنوك الإسلامية تطبيقاً عملياً للبديل الإسلامي .
وأخيراً جاء الحديث في البحث عن صلاحية النظم الإسلامية لكل زمان ومكان متخذا الباحث في ذلك خطبة حجة الوداع كدليل عملي لذلك .
وحدد البحث إن منهج الإسلام في رعاية حقوق الإنسان جاء بإتباع طريقين أساسيين هما :
الأول : تشريع الأحكام التي تؤمن تكوين هذه الحقوق وتوفر وجودها.
الثاني : تشريع الأحكام التي تحفظ هذه الحقوق وترعاها وتصونها، وتمنع الاعتداء عليها أو الإخلال بها ، وبذلك تصان حقوق الإنسان ، وتُحفظ ، وينعم الناس بها ، ويتمتعون بإقرارها عمليًا في الحياة .
وخلص البحث إلى عدة نتائج من أهمها أن انتهاك حقوق الإنسان في العالم اليوم تمارسه الدول الكبرى باسم حماية حقوق الإنسان مع وجود ازدواجية في المعايير حتى أصبحنا أمام إنسان الحقوق وليس أمام حقوق الإنسان .
وأوصت الدراسة بعدد من التوصيات منها : التمسك بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية والمحافظة على مقاصدها وإقامة حدودها وعدم الالتفات لما يثار حولها من شبهات بحجة انتهاك حقوق الإنسان .