القواعد والأصول العقدية في مبحثي الإيمان والإلهيات في شرح ابن أبي العز لمتن الطحاوية

Abstract

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه: أما بعد فقد من الله تعالى عليّ ببحث قواعد (شرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي). وتناولت الدراسة استخراج قواعد العقيدة في "بابي الإيمان والإلهيات" من هذا الشرح القيّم وتمت صياغتها بأوجز عبارة ممكنة ثم عُنِيَت بشرح تلك القواعد بأيسر عبارة ووضحت مضمونها، كما دعَّمت تلك القواعد بأدلة الشرع من الكتاب والسنة ، ثم بيّنت المخالف لتلك القواعد وردَّت عليه ما أمكن ذلك. فوضَّحت الدراسة ضرورة إيجاد قواعد للعقيدة تضبطُ جزئيَّاتها وتُبْرِز رسوخ عقيدة أهل السنة على تلك القواعد المبنية على الكتاب والسنة إذ لا يوجد في ذلك مؤلف مستقل جمع قواعد العقيدة. فعرضت الدراسة لمفهوم الإيمان وبينت المراد به عند أهل السنة ومخالفيهم، كما ذكرت القواعد في باب الإيمان من كونه قول وعمل، وأنه يزيد وينقص، وأن الإيمان والإسلام إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا مدلولاً، وأن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، وغيرها من قواعد الإيمان. كما أوضحت قواعد توحيد الربوبية وأنها فطرة وأنه لا يطلب الدليل على من هو الدليل على كل شيء، وأنه يستدل على الرب تعالى بالآيات والمخلوقات وليس بحدوث المخلوقات، وأن الربوبية أمر أجمعت عليه الأمم. كما تناولت الدراسة قواعد الإلهية (العبادة) بالبيان والإيضاح ومن ذلك أن توحيد الإلهية يتضمن توحيد الربوبية. وأن الإقرار بالربوبية لا يكفي بمجرده في النجاة من العذاب وأن الغلو في تعظيم الأموات من الصالحين ذريعة للشرك، وغيرها من قواعد الإلهية. وكذا ذكرت قواعد توحيد "الأسماء والصفات" وبيَّنت أن لله المثل الأعلى وهو الكمال المطلق المتضمن للأمور الوجودية والمعاني الثبوتية وهو دائم لله، وأن صفات الكمال ترجع إلى "العلم" و"القدرة" و"الغنى" وغيرها من القواعد. وأخيراً وضحَّت الدراسة قواعد "القدر" ومن ذلك أن كل شيء مقدر من الله، وأن أصل القدر علم الله وقدرته، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن العصمة والمعافاة فضل من الله سبحانه وتعالى، والابتلاء والخذلان عدل منه سبحانه. وقد توصلت في بحثي لجملة نتائج أهمها: - ضرورة الاهتمام بتقعيد قواعد أهل السنة والجماعة. - القواعد التي ذكرها العلماء شملت كل أبواب الاعتقاد. - أن قواعد أهل السنة مبنية على الكتاب والسنة بخلاف قواعد غيرهم من مخالفيهم فهي إما مبنية على محض العقل أو على الذوق غير السليم أو حضارات الأمم السابقة التي لا تخلو من الإلحاد والجهل في باب الاعتقاد. - وأوصي بإنشاء موسوعة لقواعد العقيدة في جميع الأبواب تكتسي بثوب الشمولية والاستيعاب لكتب أهل السنة . - كما أوصي بتقريب هذه الموسوعة بشرح ميسّر يكون في متناول الجميع. وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.