Abstract:
ينطبق هذا البحث من المشكلات التنمية الاقتصادية لصغار المزارعين ، والتي تعترضها كثير من العقبات ، من أهمها القيم الثقافية لتلك المجتمعات المستهدفة بالعملية التنموية وتأثيرها على تقبل المستحدثات ، والسلوك المتعلق بالعمل والانتاج والتوزيع والاستهلاك والادخار والاستثمار ، وبالتالي يهدف البحث إلى تحديد القيم الثقافية الاقتصادية السادة لدى مجتمع البحث ، ومن ثم دراسة أثر التمويل الزراعي على تلك القيم ، بحيث كان الافتراض أن تنشط بحيث تصبح أكثر ملائمة لعملية التنمية الاقتصادية.
لدراسة ذلك التأثير أتبع الباحث المنهج التجريبي للدراسة الميدانية الوصفي للدراسات الأدبية السابقة وكذلك منهج تحليل المضمون لبعض التراث الشعبي في منطقة البحث وذلك لقياس القيم المضمنة في ذلك التراث .
لجمع البيانات وقياس القيم استخدم الباحث كل من أداة الاستبيان وتحليل المضمون ، أما عن كيفية جمع البيانات ، لقد تم الجمع بواسطة الباحث بمقابلة المبحوثين والمكوث وسطهم والعيش معهم لفترة تجاوزت الأسبوع ، هذا بالإضافة إلى أداة الملاحظة ، ولتحليل البيانات ، استخدم الباحث النسب المئوية لتقديم التحليل الوصفي ، واختبار مربع كان لقياس الفروقات المعنوية لدى مبحوثي القرية التجريبية .
توصلت الدراسة إلى نتائج عدة من أهمها ، أن القيم الثقافية الاقتصادية الأساسية لمجتمعات الريفية والتي وصفها روجرز وأخرون ، من الصعب وحدوثها في القرن الحادي والعشرون بسبب .
ثورة في الاتصالات والمعلومات التي جعلت العزلة التي اتصفت بها المجتمعات التقليدية في الماضي أمر صعب الحدوث ، كما توصلت الدراسة إلى أن للأرض قيمة عظمي لدى المبحوثين ولقد أثرا التمويل على تلك القيمة ، وأنه من بين المتغيرات المتسغلة المختلفة أثرت الحالة الاقتصادية فقط على قيمة الأرض ، كما توصلت إلى أن للأرض قيمة عظمي لدى المبحوثين وتلك القيمة تستند على مفاهيم دينية مثل كون الزراعة عمل ( مبروك) وعلى مفاهيم تقليدية منها كون الزراعة هي مهنة الاجداد ، ومن بين المتغيرات المختلفة لقد أثر كل من العمر ، مستوى الدخل ، مستوى التعليم والموقع في الجمعية على قيم الزراعة ، أما بالنسبة لقيم القدرية فمعظم المبحوثين لا ينظرون الحياة نظرة سلبية بل لهم نظرة إيجابية ، ولقد أثر كل من التمويل ومستوى التعليم والحالة الاقتصادية والتدريب على قيم القدرية إذ زادت من النظرة الايجابية للحياة ، أما قيم الجمعية فهي القيم السائدة في مجتمع المبحوثين ولقد أثر التمويل فقط من بين المتغيرات المختلفة على تلك القيمة ، أما قيم الاستهلاك غير المرشد هي القيم السائدة ، ومن بين المتغيرات المختلفة لقد أثر مستوى التعليم فقط على قيم الاستهلاك ، أما في قيم الانفاق فإن القيم التي توه الانفاق غير المرشد هي القيم السائدة لدى المبحوثين ، وتستند تلك القيم على مفاهيم تقليدية ودينية مثل قيمة الجود وارتباطه بتحديد المكانة الاجتماعية ، وارتباط الانفاق بعمق الإيمان ، ولقد أثر التمويل فقط من بين المتغيرات المختلفة تأثيراً ايجابياً على قيم الانفاق ، كذلك فإن الاستثمار المفضل للفقراء هو الزراعة ثم تليه تربية الماشية ، أما الشباب فيفضلون الاستثمار في مجالات غير الزراعة ، عكس الكبارا الذين يفضلون الاستثمار في الزارعة ، ولقد أثر التعليم فقط على قيم الاستثمار من بين المتغيرات المختلفة ، حيث أن المتعلمون يفضلون كذلك الاستثمار في مجالات غير الزراعة .
أما عن محددات المكانة الاجتماعية فالمال يعتبر من أهم محددات المكانة الاجتماعية ثم يليه التدين ثم العلم ، أما السلطة وملكية الأرض فلا تأثير لها في تحديد المكانة الاجتماعية ، ومن بين
المتغيرات المختلفة أثر كل من مستوى التعليم والتمويل فقط ، على قيم محددات المكانة الاجتماعية.
لقد خرج البحث بتوصيات من أهمها ، ضرورة تطوير إطار قيمي ، يحوي القيم الإيجابية ، واليت تتمشي مع روح العصر والقيم الإنسانية الأساسية ، ليصبح ذلك الإطار مؤشراً لقياس آثار برامج التنمية على قيم صغار المزارعين ، مع ضرورة مسح قيم المجتمعات الريفية قبل تنفيذ برامج التنمية ، وتحديد الآثار المتبادلة المتوقعة بينها وبرامج التنمية الريفية ، ومن ثم وضع الاستراتيجيات والأنشطة التي تجعل تلك القيم دافعة وحافزة لتبني الأفكار والمستحدثات مع الاستفادة القصوى من القيم الإيجابية لصغار المزارعين ، مع ضرورة تجنب تقديم الخدمات والاغاثات المجانية ، ما أمكن ذلك ، حتى لا يتم تعزيز القيم السلبية ومفاهيم الاتكالية ، كذلك تقديم التمويل فقط بالقدر الضروري لاكساب المزارعين المقدرة على تلبية احتياجات العملية الانتاجية ، كما أوصت الدراسة بضرورة تشجيع الدراسات التي تتناول الآثار المتبادلة بين القيم الثقافية وبرامج التنمية الريفية.