الهدي النبوي فى الحياة الزوجية-دراسة تحليلية

Abstract

القضية الجوهرية التى يعالجها هذا البحث هى معرفة الهدى النبوى فى الحياة الزوجية ونعني بذلك دراسة أحوال النبى صلى الله عليه وسلم فى بيته وتعامله مع زوجاته امهات المؤمنين رضى الله عنهم. وقد بذلت جهدا كبيرا حتى اعطى هذا الموضوع المهم حقه من الدراسة، واقتضت طبيعة البحث أن يقوم هيكله على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة. وأهم المواضيع التى تعرض لها مستخلص البحث أن النبى صلى الله عليه وسلم ولد بمكة المكرمة وسط الجزيرة العربية حيث كانت القبلية هى جوهر الحياة السياسية والاجتماعية، وقد شب صلى الله عليه وسلم بمكة حتى بلغ الأربعين متميزا بخصاله التى بهرت من حوله فقد كان كامل الخلق والخلق تام المروءة محبا للخلوة هاجرا للاوثان حتى قرب عهد النبوة حيث حبب اليه الخلاء فكان يخلو بنفسه الليالى ذوات العدد يتعبد فى غار حراء، ثم توالت آثار النبوة تلوح عليه. من أعظم ذلك الرؤيا الصادقة فكان لايرى شيئا فى منامه إلا وظهر مثل فلق الصبح فى تحققه، ثم نزل عليه الوحى بمكة ثلاث عشر سنة، ثم بالمدينة النبوية بعد الهجرة عشر سنين، حتى إكتمل نزول القرآن الكريم. كان هناك كثير من المصالح فى تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم منها التعليمية فقد كان صلى الله عليه وسلم يريد أن يهيىء معلمات ومفتيات لتبصير نساء المسلمين بأمور دينهن ، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا فى حياته المليئة بالالتزامات أفضل زوج فى التاريخ، فلم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله من إعطاء أزواجه حقوقهن الواجبة عليه ، والمدقق فى مجال العلاقات الأسرية لحياة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يجد أن هناك معاني كثيرة نحن بأمس الحاجة لها فى واقعنا المعاصر. إن سعادتنا رجالا ونساء منوطة بأن نكون عند الأوامر الشرعية التى وزعها الله علينا فالرجل السعيد فى حياته الزوجية هو الرجل القائم بالواجبات التى كلفه الله بها والمطالب بالحقوق التى أعطاها الله له، والمرأة السعيدة هى المرأة القائمة بالواجبات التى كلفها الله بها والمطالبة بالحقوق التى منحها الرب إياها ، وأى إخلال أو اختلال بهذه الحقوق والواجبات الشرعية معناه الهدم للنظام الأسرى.