تطوير الأنوال والنسيج اليدوي التقليدي في سلطنة عمان

Abstract

تعتبر صناعة النسيج اليدوي التقليدي جزء مهما من الثقافة المادية للمجتمعات الإنسانية وما تزال إلى يومنا هذا تشكل موروث حضاري وتراثي غني يعتز به الجميع وقد ثبت بأنه موجود منذ قديم الزمان وهو مازال يمارس حتى يومنا هذا في كثير من الدول الأجنبية والعربية أذكر منها على سبيل المثال الكويت ، البحرين ، السعودية ، سلطنة عمان وفي السودان أيضا بصورة قليلة جدا . مع بداية القرن التاسع عشر حدثت أكبر ثورة في صناعة الغزل والنسيج بدخول الآلة بدلا من الأيدي العاملة وكان لهذه التطورات بجانب الطفرة الكبرى في مجال التقنيات والإتصالات وإنتقال الثقافات والإنفتاح الاقتصادي الكبير آثار سلبية على الصناعات اليدوية التقليدية جعلتها تتعرض للإندثار والإختفاء ونسبة لأهمية تواصل هذا التراث الفني الثقافي المتعمق في وجدان الشعوب ليواصل مسيرته للأجيال القادمة كان لابد من أن تمتد إليه يد التطوير والتحديث لتحسين وضعيته ليتوافق مع الواقع الحاضر بكل معطياته الثقافية والعلمية واحتياجات إنسان اليوم والغد ولتحقيق هذا الهدف تم إختياري لسلطنة عمان كنموذج لمشروع البحث لما يمتلكه هذا البلد من تراث غني وإمكانيات لهذه الصناعات النسيجية اليدوية التقليدية واحتوى مشروع البحث على ثلاث محاور 1) التطوير في جانب الأنوال 2) التطوير في جانب التصميم والألوان 3) والتسويق ففي جانب الأنوال تم تطوير النول الأرضي والذي كان يثبت على سطح الأرض بنول خشبي متحرك وكذلك النول العمودي القديم تم تطويره بصورة حديثه وكلا من النولين تم تجربتهم عبر مشاغل تدريبية لعدد عشرين من الحرفيين العاملين في مجال النسيج اليدوي التقليدي وقد أثبتت هذه المشاغل نجاحا مشهودا . أما التطوير في جانب التصميم فقد تم تطوير بصوره يستطيع أن ينافس ويواكب متطلبات العصر الحالي وتم فيه إدخال عناصر لونية جديدة متعددة عن طريق إستخدام الأصباغ الكيميائية بجانب الإصباغ المحلية . أما في جانب عملية تسويق المستخرجات النسيجية والتي كانت تستخدم في الماضي لأغراض تتعلق بحياة البدو وإحتياجاتهم وضعت أفكار إبتكارية للاستفادة منها وتم تنفيذها وعرضت للتسويق عبر مراكز تجارية سياحية ووجدت رواجا مقبولا . وللإستفادة من هذه التجربة التطويرية في مجالي الأنوال والتصميمات وعملية التسويق والتي تم تنفيذها في سلطنة عمان وأثبتت نجاحها إذا ما قدر لها أن تجد الإهتمام والتقدير في السودان فستنجح بالتأكيد وسيصبح تراثه زاخرا وسيخلق مناخا إجتماعيا ثقافيا وإقتصاديا .