المراعي الطبيعية مفاهيم وتطبيقات

Abstract

الحمد لله الذي بعونه تم إعداد هذا الكتاب عن مفاهيم وتطبيقات الإدارة الفنية للمراعي والذي تم فيه تضمين المفاهيم الأساسية لهذا التخصص المهم، بالإضافة إلى النواحي التطبيقية مع توثيق الخبرة العملية خصوصاً في مجال ممارسة عمل المراعي في السودان، والتي جاءت وليدة تجربة عمل المراعي في مختلف أنحاء السودان والتي شاركت فيها بأكثر من عشر سنوات شملت عملي مع إدارة المراعي والعلف والهيئة القومية للغابات وذلك قبل التحاقي عضواً في هيئة التدريس بقسم علوم المراعي جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. لقد تم إعداد الكتاب باللغة العربية مع كتابة المصطلحات العلمية باللغة الانجليزية وأري أن هذا الكتاب يمكن أن يستفيد منه طلاب المراعي بالجامعات على مستوي البكالوريوس وأيضاً طلاب الدراسات العليا والعاملين في المجال البحثي وأيضاً دارسي الموارد الطبيعية والتنمية الريفية بصورة عامة. مجال المراعي من المجالات التي اهتم بها الإنسان منذ قديم الزمان حيث أن الرعي من الأعمال القديمة التي مارسها الإنسان مما اكسبه فيها خبرات متراكمة، لقد بدأ التوثيق الرسمي لعلوم المراعي منذ أكثر من مئة عام وتطورت علومها على أيدي علماء أمريكان بصورة رئيسة وكانت إدارة المراعي تتم لأغراض إنتاج الحيوان والحياة البرية وتلقي اهتماماً كبيراً. بالرغم من أن إدارة المراعي والعلف في السودان تم إنشاؤها خلال الفترة (1954- 1973) كإدارة بوزارة الثروة الحيوانية قبل أن تتبع لوزارة الزراعة إلا أنه ولحين قريب لم تكن هنالك أقسام أو كليات مختصة داخل السودان تمنح إجازات علمية في مجال علوم المراعي على مستوى البكالوريوس, بل كانت تدرس مواد المراعي مقرراً ضمن العلوم الزراعية في كليات الزراعة والمعاهد الأخرى ذات الصلة، بينما يتم دراسة المراعي على مستوى الدراسات العليا للمبعوثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبصفة خاصة جامعتي يوتها وأريزونا. يعتبر معهد اقرتون في كينيا (1965) من المؤسسات العريقة للدراسات الوسيطة في مجال المراعي في وسط شرق أفريقيا. بدأ تدريس المراعي على مستوي البكالوريوس في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بكلية علوم الغابات والمراعي بينما ظل جزءاً من تخصص الموارد الطبيعية بجامعات سودانية أخرى. لقد غطي هذا الكتاب المحاور الرئيسة في علوم المراعي بهدف إعطاء صورة متكاملة كما تم التركيز على توفير المؤشرات القياسية الرئيسة لأعمال المراعي حتى يستفيد منها العاملون ميدانياً في مجال عمل المراعي, خصوصاً إذا علمنا أن المصادر المرجعية للمراعي والمتوفرة حالياً معظمها يوجد باللغة الانجليزية كما أنها تركز بصورة رئيسة على تجربة الولايات المتحدة واستراليا. السودان يعتبر من الدول العربية والأفريقية التي تتمتع بمساحات رعوية كبيرة كما تساهم المراعي بصورة رئيسة في غذاء الحيوان (السودان يعتبر من أكبر الدول الأفريقية من حيث تعداد الثروة الحيوانية). كما أنها ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة خصوصاً في المناطق شبه الجافة أود أن أسجي اسمى آيات الشكر لكل من أسهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أي مرحلة من مراحل إعداد هذا الكتاب سواء شمل ذلك إبداء الرأي في مكوناته وفصوله أو المساهمة في التصويب. وأخص بالشكر الأستاذة دار النعيم عيسي من جامعة بخت الرضا والأستاذة نانسي إبراهيم من جامعة السودان، كما أخص بالشكر السيدة ماجدولين جعفر والبشير عبد الله وشهاب الدين كمال الدين اللذان أسهما كثيراً في إخراج مادة الكتاب. كما أن الشكر موصول لكلية علوم الغابات والمراعي وقسم علوم المراعي بصورة خاصة لدعمهم المعنوي المستمر وتشجيعهم من خلال الإشارة إلى أهمية هذا الكتاب للمهتمين بعلوم المراعي. أسال الله الكريم أن يجعله علماً نافعاً وان ينفعنا به ويوفقنا وإياكم لمزيد من العطاء.