Abstract:
تكمن مشكلة الدراسة في كيفية تحسين مقومات نجاح نظام الالتزام الضريبي الطوعي في فلسطين في ضوء معيقات تطبيق هذا النظام ووصولا إلى تحقيق أهداف تطبيقه. وتبرز في هذا السياق الأسئلة الآتية: ما مدى قدرة الإدارة الضريبية على تطبيق الإجراءات اللازمة لتحسين نظام الالتزام الضريبي الطوعي؟ هل يمكن توصيل المعلومات المحاسبية باستخدام الأسس العلمية المحاسبية لإعداد التقارير المالية و تبني معايير محاسبية واضحة كمعايير المحاسبة الدولية؟ هل تعطي إجراءات التدقيق الضريبي والعقوبات الضريبية المفروضة النتائج المرجوة منها؟ هل الثقافة الضريبية القائمة في فلسطين تساهم في تحسين نظام الالتزام الضريبي الطوعي أم أن سلطات الاحتلال المتعاقبة على فلسطين أثرت سلبا على نظرة المواطن تجاه الضرائب؟
هدفت الدراسة إلى التعرف على نظام الالتزام الضريبي الطوعي، بما في ذلك دراسة عوامل نجاح هذا النظام ومعيقاته، والتعرف على كيفية تخفيض تكلفة الالتزام الضريبي من خلال تقديم خدمات ملائمة لدافعي الضرائب، والكشف عن مدى أهمية إعداد القوائم المالية وفقا لمعايير المحاسبة الدولية وعلاقة هذه المعايير بالالتزام الضريبي الطوعي وكذلك تحديد مدى نجاح تطبيق هذا النظام في فلسطين والعراقيل التي تعيق تطويره.
تستخدم الدراسة المنهج التاريخي للاطلاع على الأبحاث والدراسات السابقة التي اهتمت بموضوع الدراسة الحالية ويشمل ذلك استعراض فلسفة نظام الالتزام الضريبي الطوعي وتأثير وسائل وأدوات الإدارة الضريبية المختلفة على تعزيز نظام الالتزام الضريبي الطوعي كذلك القيام بدراسة كيفية إعداد القوائم المالية وفقا للأسس العلمية لمعايير المحاسبة الدولية، والمنهج الاستنباطي في تحديد حقيقة مشكلة الدراسة والتعرف على المشاكل المرتبطة بها وتصور كيفية حل هذه المشاكل وصياغة فرضيات الدراسة، والمنهج الاستقرائي لاختبار فرضيات الدراسة باستخدام الأساليب الإحصائية الملائمة، والمنهج الوصفي التحليلي في تحليل نتائج الدراسة الميدانية بالإضافة إلى الاطلاع على المراجع والمصادر العلمية ذات العلاقة المباشرة بموضوع الدراسة.اختبرت الدراسة الفرضيات التالية، الفرضية الأولى, تؤثر الثقافة الضريبية السائدة في فلسطين على إنجاح تطبيق نظام الالتزام الضريبي الطوعي. الفرضية الثانية، تحسين الخدمات المقدمة لدافعي الضرائب وما يترتب على ذلك من تخفيض لتكلفة الالتزام الضريبي يؤثر على مستوي الالتزام الضريبي الطوعي. الفرضية الثالثة، المعيقات الناتجة عن ضعف أداء الأجهزة الحكومية في فلسطين تؤثر على إنجاح تطبيق نظام الالتزام الضريبي الطوعي. الفرضية الرابعة، تؤثر زيادة احتمالات تدقيق الإقرارات الضريبية المعدة من قبل دافعي الضرائب على مستوي الالتزام الضريبي الطوعي.الفرضية الخامسة، ضعف الثقة في القوائم المالية والإقرارات الضريبية المقدمة من قبل دافعي الضرائب يؤثر على مستوي الالتزام الضريبي الطوعي في فلسطين. الفرضية السادسة، يمكن الاستفادة من تجربة تطوير نظام الالتزام الضريبي الطوعي بالمملكة الاسبانية في تطوير نظام الالتزام الضريبي الطوعي في فلسطين.وقد أثبتت الدراسة صحة كل الفرضيات.
تتضمن الدراسة مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، تناول الفصل الأول نظام الالتزام الضريبي الطوعي. وتعرض الفصل الثاني إلى التجربة الاسبانية في مجال تطوير نظام الالتزام الضريبي الطوعي،أما الفصل الثالث فهو بعنوان مراحل تطور النظام الضريبي في فلسطين. وتناول الفصل الرابع الدراسة الميدانية والذي تضمن كيفية التحاسب الضريبي في فلسطين وتحليل البيانات واختيار الفرضيات، ثم الخاتمة وتشمل النتائج والتوصيات.توصلت الدراسة إلى نتائج أهمها:أن المعيقات السياسية القائمة في فلسطين والممارسات التعسفية في تحصيل الضرائب من قبل سلطات الاحتلال المتعاقب على فلسطين أثرت سلبا على مستوى الالتزام الضريبي الطوعي للمواطن الفلسطيني وان العقوبات الضريبية وإجراءات الفحص الضريبي تشكل حافزا لإفصاح دافع الضرائب الفلسطيني عن حقيقة دخله الخاضع والالتزام بسداد الضريبة طوعا وان تبني معايير المحاسبة الدولية ضمن القوانين الضريبية الفلسطينية يدعم مصداقية القوائم المالية المقدمة من قبل دافع الضرائب للإدارة الضريبية وانه بالإمكان الاستفادة من تجربة تطوير نظام الالتزام الضريبي الطوعي في المملكة الاسبانية في إنجاح نظام الالتزام الضريبي الطوعي في فلسطين. وقد أوصت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها: الحاجة إلى تبني معايير المحاسبة الدولية من قبل المشرع الفلسطيني لتجنب المشاكل الناتجة عن اختلاف معايير إعداد القوائم المالية والاختلاف بين الربح المحاسبي والربح الضريبي، وضع خطة تطوير شامله لتحسين مستوى الالتزام الضريبي الطوعي بحيث تشمل مختلف أركان المنظومة الضريبية في فلسطين وهي الإدارة الضريبية والمكلف الضريبي والقانون الضريبي والعمل على تطوير خدمات دافعي الضرائب .