Abstract:
تناولت هذه الدراسة إبراز وتوضيح أهمية البيانات المحاسبية والدور المتعاظم لها كأدوات ومقاييس موضوعية تعكس حقيقة الوضع المالي لمنشآت الأعمال في الماضي والحاضر والمستقبل ، وذلك عن طريق تحليل تلك البيانات ومعالجتها للتوصل إلى مؤشرات رائده تعمل كأنظمة إنذار مبكر ولها القدرة على إكتشاف التعثر والتنبؤ به قبل وقوعه مما يزيد من كفاءة وفعالية المحاسبة كأداة لخدمة مستخدمي التقارير المالية في إتخاذ قراراتهم و لخدمة قضايا المجتمع بصورة أشمل .
وتمثلت مشكلة الدراسة في قصور الفكر المحاسبي الحالي عن تقديم مدخل متكامل لقياس التعثر والتنبؤ به ، حيث أن كل الذي تم في هذا المجال كان محاولات فردية إستخدمت فيها نماذج وأساليب تنبؤية مختلفة مما حد من موضوعيتها ومصداقيتها بشكل عام ، بالإضافة إلى هذا فإن إحجام المنشآت عن إستخدام الأساليب العلمية في التنبؤ والتخطيط قصير وطويل الأجل , وعدم أخذها لظروف المخاطرة وعدم التأكد المستقبلية المصاحبة لإتخاذ القرار في الحسبان أدى لعدم مقدرة المنشآت على التكيف مع متغيرات البيئة المحيطة بها ، وهذا يعتبر سبب رئيسي للتعثر والفشل .
وهدفت الدراسة إلى محاولة وضع إطار نظري يشمل المفاهيم والأهداف والإفتراضات الموضوعية والجوانب الإجرائية والتطبيقية لموضوع التنبؤ بالتعثر، وذلك بوضع مدخل (نموذج) كمي تحليلي لقياس التعثر والتنبؤ به ليتم الإسترشاد به وتطبيقه في منشآت قطاع الأعمال بالسودان .
وإختبرت الدراسة الفرضيات التالية :
1. لا يوجد بالفكر المحاسبي الحالي إطار متكامل للقياس والتنبؤ بالتعثر .
2. عدم وجود منهج متكامل لدراسة التعثر يؤثر على طريقة التعامل مع المنشآت المتعثرة .
3. الإعتماد على أساليب التحليل الكمي والكيفي في بناء نماذج التنبؤ يحد من ظروف المخاطرة وعدم التأكد المستقبلية المصاحبة للأعمال .
4. النماذج التحليلية التي تحتوي على عدد من المتغيرات المرجحة بإحتمالات مختلفة تعتبر أداة دقيقة للتنبؤ بالتعثر .
5. يؤدي إستخدام المؤشرات المالية في تحليل المخاطر إلى قياس التعثر أكثر من التنبؤ بالتعثر.
6. لا تلجأ منشآت الأعمال في السودان إلى إعداد التنبؤات العلمية لمساعدتها في تخطيط برامجها ووضع استراتيجياتها وإستشراف المخاطر المتوقعة .
ولإعداد هذه الدراسة أتبعت الباحثة المنهج التاريخي بإستعراض الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع ، والمنهج الإستنباطي بوضع الفرضيات وتبريرها منطقياً ، والمنهج الإستقرائي بتجميع البيانات من مجتمع الدراسة وتحليلها ، أما الأساليب الرياضية والإحصائية المستخدمة في التحليل كانت معادلة قياس معدل النمو وفقاً للمحور نصف اللوغريثمي ، وطريقة الوسيط ، وطريقة معامل ألفا – كرونباخ ، و طريقة إختبار مربع كاي .
ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسـة أنه فـي ظل ظروف المخـاطرة وعدم التأكد التي تكتنف بيئة الأعمال فإن إشارات الإنذار المبكر التي توفرها أنظمة التنبؤ بالتعثر مع وجود إستجابة سـريعة من الإدارة لهذه الإشارات يجنب المنشأة من حدوث التعثر أو يقلل مـن آثاره السالبة علـى الأقل ، كما توصلت الدراسة إلى أن النموذج التحليلي المعد بواسطة الباحثة للتنبؤ بالتعثر قد حقق أغراضه وأن له قابلية للتطبيق في مختلف قطاعات الأعمال بالسودان . واوصت الدراسة بضروة تطبيق مدخل المحاسبة عن التعثر في منشآت الأعمال بإستخدام النماذج التنبؤية التحليلية وذلك لتفعيل دور المحاسبة كأداة لخدمة المجتمع وكوسيلة رقابية على الأموال وعلى الإقتصاد القومي عموماً .