Abstract:
تتناول هذا الدراسة أحد الجوانب المهمة في حياة الإمام ابن قيم الجوزية وهو الجانب الأدبي، مع الإشارة لبعض الجوانب الأخرى من خلال سيرته الذاتية، وقد ولد في العصر المملوكي، سنة 691هـ، ونشأ في بيئة علم ودين، وتأثر بالعلماء في عصره، واتسم بسعة الأفق ومعارفه المتعددة وثقافته المتعمقة، وترك مؤلفات عديدة في مختلف الموضوعات، التي تبين خبرته الواسعة وإلمامه بكثير من العلوم، وعلّم كثيراً من العلماء في عصره.
وقد نبعت أهمية هذه الدراسة من قلة معرفة الكثير من الناس بأدب ابن القيم، ومعرفة إلى أي مدى ساهم هذا الإنتاج في تطور الأدب الإسلامي، والوقوف على الجوانب والصور الفنية في أدبه ومعرفة إلى أي مدى استفاد من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولقلة الدراسات الأدبية التي تناولت أدب ابن القيم.
ويهدف هذا البحث إلى دراسة أدب الإمام ابن القيم شعراً ونثراً، وذلك لعدم معرفة بعض الناس بهذا الجانب، ولإظهار الجوانب الأدبية عنده.
ولتحقيق الأهداف المرجوه من هذه الدراسة فقد تم إتباع المنهج التاريخي، والوصفي التحليلي.
وتناولت هذه الدراسة مفاهيم وخصائص الأدب الإسلامي، وموقف الإسلام من الشعر، وعصر ابن قيم الجوزية وشخصيته، وأدب ابن قيم شعراً ونثراً، والدراسة الفنية لأدبه. وختمت هذه الدراسة بنتائج وتوصيات توصل إليها الباحث ومن أهمها: أن ابن القيم نشأ في بيئة علم ودين وترعرع بين أحضان هذه البيئة، وانعكس ذلك في أدبه. لذلك نجد في أدبه أثر التربية الدينية، وكان دائماً يتحرى دقة انتقاء الألفاظ لنظمه الشعري، كما حافظ على سلامة العبارة وفصاحتها. وكما برع في الشعر برع كذلك في النثر، وكان حافظاً للقرآن الكريم عارفاً بالحديث والفقه وعلوم العربية، ويعتبر القرآن أهم المصادر التي استقى منها ثقافته، وظهر أثر هذه الثقافة واضحاً في شعره ونثره، فأغلب ما قال من شعر أو نثر لا يخلو من لفظ قرآني، وبما أنه داعية فقد حاول أن يسخّر شعره في مجال الدعوة والعقيدة الإسلامية التي هي حياة الناس، وهو من الشعراء الذين حاولوا أن يضعوا اللبنات الأولى للشعر الإسلامي الذي يقوم على تصوير الحياة والإنسان والكون من خلال الرؤية الإسلامية.
ومن أهم توصيات هذه الدراسة، تشجيع الباحثين والأدباء على تناول الشعر العربي من خلال المنظور الإسلامي، وعمل المسابقات الأدبية، ووضع جوائز عالمية لتشجيع وتحفيز الأدباء والباحثين في هذا المجال، والاهتمام بأدب ابن القيم شعراً ونثراً وبثه من خلال وسائل الإعلام، واختيار جزء منه في المقررات الدراسية، للتعرف عليه أكثر، خاصة في مجال الأدب. ودراسة شعره دراسة فنية عميقة من جميع الجوانب.