Abstract:
تناولت الدراسة دور معايير الجودة الشاملة على كفاءة نظم التكاليف الصناعية حيث يؤدي الالتزام بمعايير الجودة إلى خفض التكاليف الصناعية في المؤسسات وذلك من خلال منع حدوث انحرافات سالبة في ظل تطبيقها بصورة صحيحة ، الأمر الذي يساعد المنشآت من البقاء في الأسواق الحالية مع إمكانية اختراقها أسواق خارجية أخرى .
تتمثل مشكلة الدراسة في عدم مشاركة العاملين في وضع معايير واقعية شاملة لأداء المؤسسة الصناعية الشيء الذي يؤثر على رغبة وجدية العاملين في الالتزام الكامل بالمعايير التي تضعها الإدارة دون مشاركتهم حيث يتولد لديهم أحساس بأن تحقيق الجودة ليس من مسئولياتهم بل من واجبات الإدارة مع العلم بأن الجودة الشاملة في جوهرها تدعو إلى تحقيق أهداف الجميع .
كذلك تتمثل المشكلة في عدم الإلمام الكافي من قبل العاملين بمفهوم وأهمية الجودة الشاملة واستخدام معاييرها الاستخدام الصحيح .
هدفت الدراسة إلى إظهار أهمية استخدام معايير الجودة الشاملة ودورها في تطوير المنشأة الصناعية وتقوية مركزها التنافسي في الأسواق المحلية والعالمية من خلال تخفيض تكاليفها الإنتاجية وإنتاج وحدات سـليمة خالية تماماً من العيوب .
اتبع الباحث في سبيل الوصول إلى النتائج النهائية والتوصيات المنهج الاستقرائي والاستنباطي .
تم جمع البيانات من مصادرها الأولية من خلال استبانة تحتوى على (50) سؤال وزعت على العاملين بالمنشآت الصناعية داخل السودان ، ومن المصادر الثانوية من الكتب والمراجع والمحاضرات والبحوث السابقة .
لتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث باختبار مدى صحة الفرضيات التالية :-
1. توجد علاقة طردية ما بين منتجات تتمتع بجودة عالية وأسعار معقولة والأهداف التي تسعى إليها المنشآت وعملائها .
2. هنالك علاقة ايجابية ما بين الحصول على شهادة الايزو وتطبيق نظم الجودة الشاملة والبقاء في الأسواق الحالية وفتح منافذ جديدة .
3. يؤدي وضع معايير الجودة الشاملة واستخدامها بطرق علمية وأسس سليمة في المنشآت إلى تحقيق الجودة المطلوبة .
4. هنالك علاقة ايجابية ما بين الاهتمام باستخدام معايير الجودة الشاملة وزيادة كفاءة نظم التكاليف الصناعية .
وتوصل الباحث إلى مجموعة من النتائج والتوصيات أهمها الأتي :-
أولاً النتائج :-
1. إن نظام الجودة الشاملة يودي إلى توفير أفضل المنتجات وبأسعار تنافسية عن طريق القيام بالأعمال الصحيحة من اللحظة الأولي هذا يقود إلى تحقيق أهداف كل من العميل والمنشأة .
2. إن النجاح في الأسواق والمحافظة عليها يعتمد على إمكانية المنشأة تقصير دورة المنتج المطابق للمواصفات المستهدفة .
3. إن الحصول على شهادة الجودة العالمية ذات السمعة الطيبة لا يجذب المستهلك لشراء سلع المنتجات الصناعية باستمرار لأن السلع قد تفشل في تلبية احتياجات المستخدم الضرورية لذلك من الضروري أن تتبع المنشأة رحلة التحسين المستمر لنظامها .
4. إن معايير الجودة الشاملة تؤدي إلى خفض التكاليف الصناعية من خلال ممارستها في جميع الخطوات العملية الإنتاجية حيث تمكن من معرفة أي انحرافات عن القيم المستهدفة في وقتها والعمل على معالجة أسباب ظهورها وليس معالجة النتائج كما في الفكر التقليدي .
ثانياً : التوصيات :-
1. ضرورة ربط جودة المنتجات بتكاليفها حيث يجب أن يكون هنالك توافق ما بين الجودة والتكلفة التي ينبغي أن يتحملها المستهلك التي يجب أن لا تفوق حدود إمكانياته وقوته الشرائية .
2. ضرورة نشر ثقافة الجودة ورفع وعي العاملين بالجودة الشاملة وكيفية وضع معاييرها من خلال خطط التدريب والتعليم المستمرة .
3. ضرورة استخدام وسائل القياس الحديثة في الرقابة على الجودة لمعرفة مدى مطابقة الجودة الفعلية للمواصفات المطلوبة نتيجة لما تتميز به هذه الوسائل من دقة تساعد على انسياب الإنتاج بسلاسة .
4. من المفيد للمنشآت الصناعية أن تضع معايير واقعية شاملة لأداء المنظمة ككل تستمد من ظروفها وبيئتها الخاصة .