Abstract:
يأتي هذا البحث لمعرفة مفهوم الانزياح وأنواعه وأهدافه وما يحققه في اللغة الأدبية من إظهار للقيم الجمالية في النص، وإجلاء المعنى جلاءً واضحاً من أجل الحصول على المعنى المقصود من استخدام الألفاظ أو الصور الكلامية ، على اعتبار أن الانزياح هو أحد مناهج التحليل الأسلوبي، وله منظور واضح من خلال الدراسات اللغوية عند العرب والغربيين وإن تعددت مصطلحاته التي تهدف إلى لفت الانتباه ومفاجأة القارئ أو السامع بشيء جديد، والحرص على عدم تسرب الملل إليه ، مع إعطاء البعد الجمالي للأدب، والذي لا يتحقق إلا عن طريق الانزياح.
وقد تميزت نظرية "النـَّظـْم" لعبد القاهر الجرجاني في كتابه "دلائل الإعجاز" بعدد لا يُسْتـَهَان به من الشروح والتحليلات والتفصيلات لأمثلة مختلفة من أجل الوصول إلى المعنى الدقيق، ومعرفة المزايا والفضائل – على حد قول الجرجاني – فكانت هذه الدراسة جامعة ً بين مفهوم الانزياح الحديث، وما يقابله في نظرية " النـَّظـْم" من دراسات دلالية وتركيبية ، مع ذكر عدد من النماذج التي توضح ذلك.
فالانزياح الدلالي هو ما يمثل المدلول الإفرادي للكلمة لمستوى من مستويات المعنى على اختلاف الغرض الذي يريده الكاتب، وهو ما أسماه عبد القاهر الجرجاني "معنى المعنى" أو "المعاني الثانوية". أما الانزياح التركيبي فهو نتاج "توخي معاني النحو" التي أقام عليها عبد القاهر نظريته في "النـَّظـْم".
وسواء أكان الانزياح دلالياً أم تركيبياً فإن المعنى الدقيق لا يتأتـَّى إلا من خلال تضافر القرائن المقالية والحالية للنص.
وقد بينت هذه الدراسة الوصفية التي تقوم على التحليل والتطبيق أنَّ أسلوبية الانزياح تكشف عن الكثير من دلالات النص الأدبي، وإعطائه القيمة الجمالية بالإضافة إلى معرفة العلاقة الوطيدة التي تجمع بين الانزياح بمفهومه الحديث ونظرية " النـَّظـْم".